للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعم الردى أموالهم وعيالهم ... وقد كاد يستولى على الجملة الضر

وجاوزت الحد العقوبة فيهم ... وعمهم مما عرا الحادث النكر

وجاءوا على حال انكسار وذلة ... يقودهم عظم العقوبة والجبر

ويقدمهم وصف اعتراف وتوبة ... شفيعهم الصبيان والشيب والخمر (١)

يضجون بالبقيا عليهم ومالهم ... إذا عوتبوا إلا التنصل والعذر

فرق أمير المؤمنين لحالهم ... وعاد بحلم أنه الراحم البر

عفا عنهم مولاهم عفو قدرة ... وقابلهم من فضله الصفح والبر

وأبقى عليهم رحمة وذخيرة ... لصالحة ترجى ونائلة تعرو

وأرغم أنف الكفر إذ في هلاكهم ... لشوكتهم عن أن تنالهم كسر

وأيقن أن النصر نعمى هنيئة ... وأن ارتكاب العفو عنهم هو الشكر

وراعى لهم فضلا سوابق حرمة ... أحاديثها في كل حين لها نشر

وعاد عليهم بالذى هو أهله ... من العفو والتأمين فارتفع العسر

وعادوا بأسباب النجاة فأصبحوا ... على نهجها قد صدق الخبر الخبر

وما عن رضا منها عصية أسلمت ... ولكنها قد قادها للهدى القهر

ولو عوقبوا عدلا على قدر جرمهم ... لأخنى على دهمائهم بالردى الدهر

ولكنما المنصور في الحلم آية ... إذا جهل الأقوام أو عظم الوزر

توارثه عن كابر بعد كابر ... وزاد فزاد الحمد وارتفع القدر

كذا فليس أهل الرياسة ملكهم ... فهذى المعالى المستفيضة والذكر


(١) في هامش المطبوع: "بضم الخاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>