للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قضى له الله بجمع شمله ... ووطء من خالفه بنعله

ودام خفض العيش تحت ظله ... وعز الإسلام وعز أهله

موجبه لا زال فوق سؤله ... ما يرتجى سائله من بذله

إنا نرجى من جميل فعله ... ما ترتجى أمثالنا من مثله

وقد سعى له بعد ذلك في الحضور بين يدى السلطان، فأنشده قصيدتيه السينية والميمية المتقدمتين، فقال له: هاتان أحسن من المعلقات، وأجازه بجائزة حسنة، وأمر عامل طنجة بتوجيهه ومن معه للحج ففعل، وقد مات بين جدة ومكة بعد حجه، ولما كان في السياق قال معزيا رفاقه:

نجب الليالى بالبرية تعنق ... نحو المنون فسابقون ولحق

من أخطأته إلى سواه سهامها ... فله تراش سهامها وتفوق

وقال الوزير ابن إدريس المتقدم ذكره من مولدية:

حيى منازل من أهوى وأحياها ... هفافة كفتيق المسك رياها

وجادها الغيث تمريه شمائله ... على العقيق إلى أعلى مصلاها

إلى اللوى ثم ذى سلع فكاظمة ... فرامة فالكثيب الفرد سقياها

تزجى البروق على ابن ركائبها ... تعم بالرى أدناها وأقصاها

والرعد مثل هدير الأرحبى إذا ... أتت أوائلها يستاق أخراها

فحل في عقدات الجزع حبوته ... فأفعم الشعب والجزعاء أمواها

وفجرت في مذينب مذانبه ... وسال مهزور مذحورا بمجراها

حتى تمج نطاق الرى طافحة ... تلك العراص اللواتى حول بطحاها

<<  <  ج: ص:  >  >>