للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنافوا على الشعرى العبور نباهة ... فصار لها بين النجوم خمول

فلو فاض في بحر المحيط مدادهم ... لما شربا بعد الفرات ونيل

بهم ملة الإسلام ألقت ثقالها ... فما ناء منهم بازل وفصيل

وما غرهم بالله والدين زخرف ... ولا فتنتهم قينة وشمول

ولا نبذوا عهد الرسول وراءهم ... ولا جرفتهم عن حماه سيول

وفى الملة السمحاء لم يتلونوا ... كما تفعل الحرباء فيه وغول

وفينا لعمر الله منهم بقية ... بها طرف أعيان الفخار كحيل

بزاة لهم في العلم كل طريدة ... لتهوى ولو أن الجناح بليل

شمائلهم لم يبد فيها تصنع ... وأوراقهم لم يعتورها ذبول

وقد تخلف الأزهار بعد ذهابها ... لطيبا وبعد النخل ينحو فتيل

ولا عيب فيهم غير أن جسومهم ... بها من هموم المشكلات نحول

وأنطقهم في فاحش القول ألكن ... وأفطنهم في المحدثات غفول

ضوالعهم يوم الرهان سوابق ... وأطفالهم عند اللقاء كهول

أصاغرهم عند المقال أكابر ... ونزرهم عند النوال جزيل

وقد كان في الإعراض عنك لغنية ... فإن به وجه السكوت جميل

إلى أن قال:

فدونكها كالشهد أما حجاجها ... فرجم وأما نظمها فحفيل

قواف لها يغدو الحطيئة صاغرا ... ويمسى جرير وهو منها ضئيل

تسير مسير الشمس في كل بلدة ... فتخضر آكام بها وحقول

<<  <  ج: ص:  >  >>