للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نطلب الله أن ييسر في الوفاء بوعده وعلى محبة سيدى، والسلام في ٦ حجة عام ١٢٧٠.

محمد الصفار وفقه الله.

ثم بعد يسر الله في تسراد السيد العربى مكرما مجبور الخاطر فالحمد لله على الوفاء بالوعد".

قال في الدرر البهية: حدثنى من لا أتهم، أن والده أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن، لما دنت وفاته أدناه منه وأشهد من حضره من أهله أنه راض عن أولاده عموما، وعن صاحب الترجمة خصوصا، وأوصى الخليفة من بعده سيدى محمد بواسطة الحاضرين بالإحسان إلى صاحب الترجمة، فنفذ رحمه الله وصية أبيه فيه ولذلك كان له معه مزيد إخاء وارتباط يقدمه للمهمات، ويستشيره في المدلهمات، لا يفارقه ظعنا ولا إقامة إلا إذا عقد له على جيش لقضاء مهم.

وقد كان رحمه الله هو المتولى رياسة وقعة تطوان الواقعة مع الإصبان سنة ١٢٧٦ معززا بصنوه جدنا من قبل الأم أبى العباس مولانا أحمد الذى كان نجا بنفسه بعد الواقعة للديار المشرقية، وصاهر أحد ملوك بنى عثمان، ولم يزل بتلك الديار إلى أن ختمت أنفاسه بدمشق الشام من الأرض المقدسة، وقد أسلفنا مضمن تلك القضية، التي هى على عزة الإسلام قاضية، في ترجمة أخيه السلطان سيدى محمد بن عبد الرحمن، وذكرنا ما أظهره المسلمون من القوة والبأس أولا، وأن المعارك لم تزل متوالية وجيوش الإصبان في انكسار إلى أن كان ما قدر الله وقوعه مما لا داعى إلى التطويل به.

وإنما أومأنا لذكر القضية لدلالتها على نبل المترجم ومهارته في علم السياسة والحرب، وزيادة على ما أوتيه من واسع الاطلاع، مع قلة من كان معه، وشدة

<<  <  ج: ص:  >  >>