للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما لعينك لا ترقى مدامعها ... كأنما اليم يجرى من مآقيها

تذرى على الخد منثور مدامعها ... تناسقت قبل أسلاكا لآليها

وما لحالك من وجد ومن أسف ... كحال من رزئ الدنيا بما فيها

أو حال آنسة عذرا محجبة ... نأى بها منزل قد كان يأويها

فبينما هي تطوى البيد ظاعنة ... إذ غيل في شاسع البيداء هاديها

فأصبحت مثل مطفل بوحدة قد ... أضلت الخشف يوما في حوافيها

أو حال ذات وحيد أثكلته فما ... أرض على سعة الأنجاد تأويها

تبيت تذكى بروق الجو زفرتها ... وتمتلى من نواحها نواحيها

أطلت ويحك تسآلى كأنك لا ... تدرى الحوادث إذ تعدو عواديها

ولا عرفت الليالى في تقلبها ... وكيف يعتاض عاليها بسافيها

ولا المنية إذ ترمى النفوس فما ... تخطى إذا ما رمت سهام راميها

مثل الصياريف في تنقاد جيدها ... فما على غيره ينقض بازيها

ألم ترعك من الدنيا فجائعها ... أما دهتك من البلوى دواهيها

أما عراك من الخطوب فادحها ... أما دجى لك منها اليوم داجيها

ألم يفاجئك ماسك المسامع من ... كل البرية قاصيها ودانيها

مصاب من فجع الإِسلام فيه ومن ... قد ضعضعت منه للتقوى مبانيها

وخر منه لأفق المجد نيره ... وقد خبت منه للعلا دراريها

ومادت الأرض إذ مالت جوانبها ... لفقده وتزلزلت رواسها

محمد الهادي الذي جليت ... لنا الهدى منه في أبهى مجاليها

<<  <  ج: ص:  >  >>