للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدم فعل ما لا يجوز كالمزمار والتشبيبة والرقص في زواياهم، بمقتضى مرسوم سأل فيه أولاد الشيخ عبد القادر الكيلانى بعد أن حكم عليهم قاضى الحنابلة بذلك، ولله در القائل، من السادة الأوائل.

الضرب بالطار والتشبيب بالقصب ... شيئان قد عرفا باللهو والطرب

إنى لأعجب من قوم وطيشهم ... وأن أمرهم من أعجب العجب

ومطرباتين (١) لا تصغى لقولهما ... فالشرع قد حرم الإصغاء للطرب

إن نقروا الطار أمسوا يرقصعون له ... شبه القرود ألا سحقا لمرتكب

صوفية أحدثوا في ديننا لعبا ... وخالفوا الحق دين المصطفى العربي

من اقتدى بهم قد ضل مثلهم ... سحقا لمذهبهم لوكان من ذهب

أهل المراقص لا تأخذ بمذهبهم ... فقد تمادوا على التمويه والكذب

أنكر عليهم إذا ما كنت مقتدرا ... واضرب ظهورهم بالسوط والخشب (٢)

وهذا السلطان العادل المولى سليمان قام في وجوه تلك الطوائف البدعية وسفه أحلامها وقبح أفعالها، وبين ما كان عليه سلفنا الصالح ودونك نص خطابه في ذلك:

"الحمد لله الذي تعبدنا بالسمع والطاعة، وأمرنا بالمحافظة على السنة والجماعة، وحفظ ملة نبيه الكريم، وصفيه الرءوف الرحيم، من الإضاعة، إلى قيام الساعة، وجعل التأسى به أنفع الوسائل النفاعة، أحمده حمدا ينتج اعتماد العبد على ربه وانقطاعه، وأشكره شكرا يقصر عنه لسان اليراعة، وأستمد معونته بلسان المذلة والضراعة، وأصلى على العموم والإشاعة، والرضا عن آله وصحبه الذين اقتدوا بهديه بحسب الاستطاعة".


(١) تحرف في المطبوع إلى: "ومطربانينا" وصوابه لدى السخاوى.
(٢) التبر المسبوك للسخاوى ٢/ ١٠٠ - ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>