للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في فهرسته ما سمعه من شيخه يعقوب اليدرى ما خاطب به الجان ابن عبد المنان بطريق مكناسة وهو:

أكلتم السابح في لجة ... ولم تفلتوا ذوات الجناح

هذا وقد عرضتم للفنا ... فكيف لو خلدتم يا قباح

ودخل ابن عبد المنان هذا على أمير وقته فصبح بعد المساء فقال تزدرى بى فأنشأ يقول:

صبحته عند المساء فقال لي ... ماذا الكلام وظن ذاك مزاحا

فأجبته ضياء وجهك غرنى ... حتَّى توهمت المساء صباحا

وأما شعبة المذكور في القضية التي سمعها من شيخه المنجور، فهو شعبة بن الحجاج أبو بسطام العتكي الأَزدِيّ مولاهم الحافظ أحد أئمة الإِسلام الملقب أمير المُؤْمنين في الحديث، ولد بواسط ونشأ بالبصرة وسكنها.

ورأى الحسن، وابن سيرين، وروى عن جماعة كثيرة من أكابر التابعين، وروى عنه أَيُّوب السختياني، وسعد بن إبراهيم، وابن إسحاق وهم من شيوخه، وسفيان الثَّوريّ، وجماعة من التابعين أَيضًا.

ولم يوجد في زمنه مثله. قال ابن مهدي: سفيان الثَّوريّ يقول شعبة أمير المُؤْمنين في الحديث.

وقال الشَّافعيّ: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق.

وقال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، ولما مات شعبة قال سفيان الثَّوريّ مات الحديث.

قال يحيى القطَّان: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين، ومن ابن عيينة بعشرين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>