للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المَقَّرِى في "نفح الطيب" لدي تعرضه له ما لفظه: قال فيه بعض علماء المغرب قدوة البلغاء، وعمدة العلماء، وصدر الجلَّة الفضلاء، ونكتة البلاغة (١)، التي قد أحررها وأودعها، وشمسها (٢) التي أَخفت ثواقب كوكبها حين أبدعها، مبدع البدائع التي لم يحظ قبله بها إنسان، ولا ينطلق عن تلاوتها لسان، إذ كان ينطق عن قريحه صحيحة، ورويَّة بدرر العلم فصيحة، ذللت له صعب الكلام، وصدَّقت رؤياه حين وَضَعَ سيدُ المرسلين -وهو الذي أُوتي جوا مع الكلام- في يده الأقلام (٣).

وقال ابن الأبار في تحفة القادم في حقه ما صورته: فائدة هذه المائة، والواحد يفي بالفئة، الذي اعترف باتحاده الجميع، واتصف بالإبداع فماذا يتصف به البديع، ومعاذ الله أن أُحابيه بالتقديم، لما له من حق التعليم، كيف وسَبْقه الأشهر، ونطقه الياقوت والجوهر، تحلت به الصحائف والمهارق، وما تخلت عنه المغارب والمشارق، فحسبي أن أجهد في أوصافه، ثم أشهد بعدم إنصافه، هذا على تناول العموم والخصوص لذكره، وتناوب المنثور والمنظوم على شكره (٤).

وقال في الإحاطة: قلت: وعلى الجملة فذات أبي المطرف فيما ينزع إليه (٥) ليست من ذوات الأمثال، فقد كان نسيج وحْدِه، إدراكاً وتفتناً، بصيرا بالعلوم مُحَدِّثًا مكثرًا راوية ثَبتًا، متبحرا (٦) في التاريخ والأخبار، ريَّانا مضطلعا بالأصلين،


(١) في المطبوع: "البلغاء" والمثبت رواية المقري الذي ينقل عنه المصنف وهي المناصبة للمعنى.
(٢) في المطبوع: "وشمسه" والمثبت رواية المقري.
(٣) نفح الطيب ١/ ٣١٣.
(٤) نقله المقري في نفح الطيب ١/ ٣١٥.
(٥) في المطبوع: "وعليه" والمثبت لدى ابن الخطيب في الإحاطة الذي ينقل عنه المصنف.
(٦) في متن الإحاطة: "سَجِراً" وبالهامش: السجر: هو المليء".

<<  <  ج: ص:  >  >>