للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيتون فاس كان يزيد على زيتونها بنحو ثلاثة أعشار وما وقع في كتاب الاستبصار بعجائب الآثار المؤلف سنة سبع وثمانين وخمسمائة من أن زيت مكناسة أكثر زيت في جميع المغرب (١) يتعين تأويله بما يوافق ما ذكرناه.

قال ابن غارى في روضه: وغارس جل زيتونها وزيتون المقرمدة بفاس وزيتون رباط تازا هو عامل بلاد المغرب محمد بن عبدو الله بن واجاج أوائل أيام الموحدين، وقد كان يبلغ ثمن حب زيتونها عام حمله خمسة وثلاثين ألف دينار - أى مائة وخمسة وسبعين ألف فرنك تقريبا باعتبار صرف وقتنا هذا وهو رجب عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف = وذلك قبل أن يستولى على المغرب تخريب بنى مرين عند اختلال أمر الموحدين (٢).

قلت: وهذا القدر الذى كان يبلغه ثمن الحب إذ ذاك له بال بالنسبة لذلك الزمان وسكته وسنبينه فيما يأتى بحول الله على مبدأ الدولة الموحدية وعلى وجه نسبتها للتوحيد وابن غازى المذيل بهذا على روضه تأتى ترجمته في المحمدين من رجال مكناسة إن شاء الله.

ومكناسة من البلادات العظيمة كما في شرح القاموس وكتاب الاستبصار ودونك لفظ الاستبصار: وهى من البلادات العتيقة المجيدة، إلى أن قال: وهى من عز (٣) بلاد المغرب، لها أنظار واسعة (٤) وقرى عامرة وعمائر متصلة (٥).

وقال غيره: وكانت المداشر محدقة بها من كل جهة، كل مدشر بمزارعه وغراساته ومرابعه إلى أن ظهر فساد السعيد بن عبد العزيز في أرض المغرب،


(١) الاستبصار في عجائب الأمصار، ص ١٨٨.
(٢) الروض الهتون. ص ٥٠.
(٣) في المطبوع: "أعز" والمثبت من الاستبصار الذي ينقل عنه المصنف.
(٤) في المطبوع: "متسعة" والمثبت رواية الاستبصار الذي ينقل عنه المصنف.
(٥) الاستبصار، ص ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>