للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنا، فالحاج على معنين حيث أسر له ولده لاذ بالبعض من خدامنا واستحرم به، وقدم إليكم على شأن أولئك المسلمين، وجار على دار السباع ودار النعام، وأتى إليكم بما أتى ولا شعرنا به ولا عرفناه كم أخذ، وقلنا: إنه إن وصلكم ولا بد تعملون له غرضه في أولئك المسلمين، وتسرحونهم، فإذا به هو تحيل على ولده إلى أن جاء به وأنتم ما عملتم صوابا في غيره، ولا صدر منكم ما تراعون لأجله.

ثم بعد ذلك قدم لعلى مقامنا صاحبكم انبشدور واتانا بشئ من الخرق مع فالصوا الحرير وهل نحن ممن يعجبه ذلك ويسره؟ فنحن معشر العرب لا نعرف إلا الصحيح، ولا يسرنا إلا ما فيه مصلحة المسلمين كلهم، ومع ذلك أعطينا لصاحبك عشرين نصرانيا سيفطناه بها، وظننا أنك ولا بد تراعى الخير وتبعث لنا ولو عشرين مسلما تجبر بها خواطرنا، وتكون هى الطريق للكلام الذى تريده منا، فإذا بك ما عملت شيئا من هذا، ولا جازيت بإحسان.

وثانيا قبضنا لك سفينة قبل أن يقع الكلام بيننا وبينك بثلاثة أيام أو أربعة على التحقق، وهى موسوقة بالسكر وتبغة وثقفناها نحوًا من ثلاث سنين بقصدك، ولا تركنا أحدًا يمد يده فيها، وقلنا إنك تراعى خيرنا، وتعمل لأولئك المسلمين طريقا وتسرحهم، وإن كانوا ليس فيهم من هو خديمنا ولا من هو محسوب من جيشنا، ولا من هو معرفتنا، فما هم إلا من لا خلاق لهم، ولا يركب البحر عندنا إلا أهل التمرين، ولو أطلقتهم وإن كانوا ليسوا بشئ فتكون عملت الخير بذلك، وتقول إنك عملت مسألة تراعى عليها، وأعظم من ذلك كله هو أن رئيسا من بلادنا اسمه التاج كان أعطاه صاحبك الذى أتانا خط يده على أنه يشترى سفينة من الجزائر يسافر بها قرصان وما عليه فيمن لقيه من فرانصيص، فلما أن اشتراها وسافر بها وغنم قطارمة موسوقة بالرخام والريال مع ما فيها من الحرير وغيره وبعثها مع أصحابه ستة وعشرين مسلما، وتعرضوا لها سفنكم وأخذوها وثقفتها أنت أيامًا، ثم بعد ذلك مزقتها والمسلمون الذين كانوا معها خدمتهم في الغراب، فلماذا لم تردها وثقفتها ثلاث سنين كما ثقفنا نحن.

<<  <  ج: ص:  >  >>