للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤمر محتسب الرباط بالشروع في طحن عدد من القمح وادخاره تحت يده، فإن احتيج إليه وجد ميسرًا، وإن كان للجناب السلطانى غرض في قبيلة من القبائل التي يكون المرور عليها أو معهم كلام في واجب ونحوه، فتتقدم إليها سرية من الجند والعسكر وبعض القبائل صحبة أحد من أصناء المترجم في محلة للشروع في مباشرة الغرض المولوى معهم، وإن كان الكلام بموضعين فتتقدم إليهما محلتان وحيث يصل إليهم صاحب الترجمة بجنوده الجرارة فتكون تلك المحلة تتقدم أمامه بمرحلة أو مرحلتين كالطالعة للجنود المولوية المنصورة، وغالبا يرشح أبو عبد الله محمد الأمرانى للغرب، بقصد تفقد أحوال البرابر أولا، ثم تجتمع عليه قبائل الغرب بحركتهم وينهض معهم للتخييم بالرباط إلى أن يؤمروا بما يقتضيه النظر السلطانى السديد من تقدم لملاقاته، أو مكث بمحلهم حتى يصل إليهم ركابه الشريف.

هكذا كان نظام سائر حركاته ودونكها على الترتيب حسبما بكناشتى ميقاتييه الشهيرين المهندس الميقاتى الكبير أبي العباس أحمد بن الشادلى البخارى المكناسى، وأبى عبد الله محمد بن بو سلهام الخلطى الأصل المكناسى النشأة والدار والإقبار اللذين كانا يرافقانه في أسفاره كلها، ويتقدمان أمامه لضبط المراحل وتقدير مدة السير في كل مرحلة بغاية التحقيق والتدقيق بالسوائع والدقائق، ومن خطيهما نقلت جل ما أُثبته في هذا الموضوع، لأنهما أضبط من غيرهما وأتقن لمباشرتهما ذلك بأنفسهما ومشاهدتهما له بأعينهما، وما راءٍ كمن سمع، ولذلك ترانى ربما خالفت ما جاء في الاستقصا.

الحركة الأولى من مراكش إلى فاس عام ١٢٩٠:

كان نهوضه من مراكش يوم الاثنين رابع رمضان عام ١٢٩٠، ولما عزم على النهوض استخلف أخاه الأنجد المولى عثمان وعضده بباشا قصبة المنشية من الحضرة المراكشية أحمد بن مالك السوسى وباشا المدينة محمد بن داود المراكشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>