للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأعيان وسائر الموظفين الدينيين وغيرهم، وختم صحيح الإِمام البخارى، وكان شيخ مجلسه الحديثى السيد المهدى بن الطالب بن سودة المرى قاضى الحضرة المكناسية، وحضر ذلك الختم جم غفير من القضاة والعلماء والأعيان ووفود القبائل المغربية كالواردين بالبيعة الكريمة من فاس، وقيل في ختمه ذلك من الأماديح نيف وخمسون قصيدة، أجار عليها أصحابها كل بما يستحق.

من تلك القصائد قصيدة الفقيه الكاتب الأديب البليغ الأبرع أبي العلاء إدريس بن محمد بن إدريس العمراوى ونصها:

أرج القبول من المهيمن نام ... وندا التعوف بالمواهب هام

وشذا الرضا هبت لنا نفحاته ... من مجلس قد جل في الإعظام

حفت به أعلامهم فتراهم ... من طيبهم كالزهر في الأكمام

بمقام مولانا الإمام تلألأت ... أعظم به من مجلس ومقام

فبه البخارى الجليل جنابه ... وفت مواعده بحسن ختام

فامْدُدْ أَكُفّك سائلا متوسلا ... برواته وقداته الأعلام

واضرع بباب الله عند ختامه ... تنل المؤمل من حبا العلام

واعلم بأنك في مواطن رفعة ... وإجابة ومنال كل مرام

باب الإجابة منه يقرع فلتكن ... في السابقين إليه باستسلام

ما أمه ذو حاجة في معضل ... إلا وعاد بنائل متسام

أو خائف نال الأمان بسرده ... ذهبت مخافته مع الآثام

فالهج به ورواته عدد تجد ... هم في سما العليا بدور تمام

فهم الأئمة والسراة ونورهم ... يمحو عن الأوهام كل ظلام

<<  <  ج: ص:  >  >>