للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزالوا يواصلون سير ليلهم بالنهار إلى أن بلغوا للحضرة الفاسية وقضوا مأمورياتهم طبق ما أمروا، ولما اتصل بالمترجم وصول السجينين بمحروسة فاس نهض من مسون ووجهته وجدة لتسكين بقية الروعة، وذلك بعد أن عين لكل قبيلة من القبائل التي جاءت مع ولد البشير المذكور عاملا.

ولما بلغ وجدة ولى عليها القائد بوشتى بن البغدادى الجامعى والد عامل فاس الحالى وتاقت نفسه إلى رؤية المعدن الذى بجبل روبان، فوجه إلى الفرنسى المباشر لخدمته يعرفه بمراده فأظهر عدم الانشراح لطلبه، وأرجأه إلى أن يأتيه جواب رئيسه.

ولما بلغ الخبر الرئيس تسارع للقدوم على المترجم في لفيف من العسكر والموسيقى فرحا بطلبه، ثم ذهب يستعد لزيارة جلالة السلطان للمعدن، وبعد ذلك توجه المترجم في موكب حفيل منتظم مِنْ فَارِهِ فرسان القبائل وولاتها وحاشيته الكريمة، وبعد الاستطلاع على المعدن واستيعاب أقسامه والإحاطة علما بجميع تعلقاته انقلب راجعا.

ولما وصل إلى عيون سيدى ملوك بآنكاد، أمر ببناء قصبة بها وأقام هنالك حتى اختط بها مسجدًا لإقامة الجمعة ودور السكنى وفرنًا ودكاكين للبيع والابتياع وسوقًا ومحالا لسكنى لفيف من العسكر، وأنزل بها آغا بعسكره، ثم بعد ذلك نهض بجنوده الوافرة ووجهته تازا، وقد كان أصدر أوامره لعاملها حيطوط المذكور بإلقاء القبض على كل من يدخل سوقها من غياثة واستقبال جلالته بهم يوم حلوله بضواحى تازا وعين لهم يوم إناخة ركابه العالى بها، فبادر العامل لامتثال ما أُمر به.

ولما بلغت الجنود المولوية لذراع اللوز خرج العامل للقعدة الحمراء وصحبته المساجين الصادر له الأمر بالقبض عليهم، وبات بها، ولما كان الغد وصلت المحال إليها واطمأنت وجه شرذمة من الخيل تحت رياسة القائد مبارك الشرادى الدليمى

<<  <  ج: ص:  >  >>