للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نهض إلى السراغنة وألقى القبض على من تعدى حده وخرج عن طوره من آل الشيخ رحال، ثم لم يزل يواصل سيره ساعيا في حسم مادة ذوى الزيغ والطيش والشطط حيثما حل وارتحل إلى أن حل بحانوت البقال ثم مراكش.

وقد نظم الشعراء المرافقين لهذه الحركة مراحلها ووصف وقائعها ومشاهدها فقال:

مراحلنا للحوز أندية زهر ... ورائدها في الفتح يصحبه النصر

هو الطالع الميمون لاحت سعوده ... بأفلاك عز دونها الشمس والبدر

منازل من سبع العيون تعدها ... حماة لدين الله والبيض والسمر

وجيش لهام حيث زمور أذعنوا ... إلى سيدى من أمره الجبر والكسر

وأعطوا يد الطاعات في عين عرمة ... وما لهم في ذاك نقض ولا غدر

وأقدمنا عون الإله وحوله ... لأمحص من جرعاؤه المورد الغمر

أقمنا به يوما مقام كرامة ... فعاج بنا للأربعا الزمن النضر

منازل مولانا اللواتى تشوقت ... إليه كما يشتاقه النيل والقصر

هو القصر منصور بطلعة سيدى ... فما إن له عنها يقر به صبر

يباكره فوح العبير ونشره ... ويهدى له أنفاس آراجه الزهر

منازل مولانا بفسطاطه الذى ... سرادقه أمن وأطنابه خير

معرج بهت من تسلسل ماؤه ... رضابا كأن قد شابه الذهب التبر

فأزمع منها السير مالك رقنا ... وعسكره الساطى وجحفله المجر

يصك به الأعداء صكا وبأسه ... مهنده زرق مطاعنها حمر

<<  <  ج: ص:  >  >>