للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصباح. وتخللنا الروابى منها والبطاح. وأهلها مصاحبون لركابنا الشريف بحركتهم وخيولهم في انبساط وانشراح. بعد أن تاموا بمئونة المحلة السعيدة. ودفعوا ما عليهم من الواجبات وشفعوها بهدايا عديدة.

ثم حللنا بقصور غريس وفركلة التي هى قاعدة آيت واحليم من آيت عطة.

فأظهروا من الفرح والقيام باللوازم المتعينة ما دل على نصحهم في الخدمة والطاعة. ولم يقصروا جهد الاستطاعة.

ومن هناك وجهنا حراك قبائل الغرب لحالهم مثابين، وبرضا الله وخاطرنا الشريف ظافرين، بعد أن أبلوا في طاعة الله البلاء الحسن، وسعوا فيها بكليتهم مطيرين عن مقلهم الوسن.

ثم نهضنا وخيمنا ببلاد تدغا وآيت يحيا فتلقونا بسرور وابتهاج متسارعين لأداء المفروضات والميرة والهدايا، عادلين عن سبل الاعوجاج وبعدهم نزلنا بدادس، فتجلت فيه من المنا عرائس، وقام أهله باللوازم كذلك بوجوه طلقة غير عوابس.

ثم دخلنا في قبائل الفائجة، فتلقانا أهلها وصدورهم بالفرح مائجة. وأول من تخللنا أرضهم منهم أهل اماسن وسكورة وآيت بودلال وورزازت، وحادى البشائر يحدو بالنصر والظفر والمسرات، ومنهم إلى اتلوان وآيت زينب ووزكيتة وآيت امنى ثم تلوات. وجميعهم قاموا بالوظائف والضيافات وأدوا النوافل والمفروضات.

ثم أقبلنا على جبل درن فإذا هو في الجو شاهق متعمم بالثلوج، لا يستطاع فيه دخول ولا خروج. ولا يفهم فيه على البديهة من أين يكون الولوج يحاكى في الارتفاع سد يأجوج. تتحير الأذهان من رؤيته. وتضطرب القلوب عند نظرته. ويسبح الله لهول خلقته، وتعاظم عظمته، لا تفهم مسالكه، ولا تدرك مداركه.

<<  <  ج: ص:  >  >>