للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقرر في الضيافات التي تقام للسفارات المغربية بسائر الممالك الأروبية غداء أو عشاء، أن تكون بالقصر الملوكى ويحضرها الملك والملكة أنفسهما، ثم يقوم احتفال بضيافة ثانية في وزارة الخارجية ثم في البلدية، وعلى هذا جرى العمل في دول أوروبا ما عدا مملكة الإنجليز، فإن المقرر عندها بعد الاحتفال بضيافة الملك ووزير الخارجية أن يقوم بالضيافة رئيس الوزراء ووزير البحرية.

ثم إن دولة فرنسا بعد انتهاء ضيافاتها عينت وزير الأمور الخارجية المسيو "دوك دكاز" للمفاوضة مع السفير المذكور فتفاوضا بكل حفاوة ولطف في المسائل الهمة من السفارة وبعد الفراغ من تمهيد الطرق الموصلة للوفاق، كتب السفير لوزير أمور الخارجية بما نص المقصود منه:

"حضرة الوجيه الأفخم وزير الأمور الخارجية للدولة الفرنسوية المسيو دوك دكاز، بعد إهداء ما يليق بجنابكم من التحية والتكريم، فالباعث عليه إعلام حضرتكم أننا أردنا التوجه إلى مملكة البلجيك في يوم الاثنين القابل، ومنها لمملكة اكريت بريطن لأداء ما أنا مأمور به من الحضرة الشريفة جلالة سيدنا دام عزه ونصره، وأعلمت جنابكم لتكونوا على بال على العادة في ذلك وعند رجوعنا في قريب إن شاء الله، نرجو منكم المقابلة لتتميم المذاكرة كما نرجو منكم المقابلة مع رئيس الجمهورية الأفخم للوداع، ودمتم مسرورين، وختم في ٣٠ جمادى الأولى عام ١٢٩٣ خديم المقام العالى بالله محمد الزبيدى وفقه الله".

فأجابه الوزير المذكور بما نصه:

"سعادة الباشدور الأفخم سفير الدولة الشريفة بالمغرب الأقصى، وخديم سدة جلالة سلطانه الأعظم السيد الحاج محمد الزبيدى، قد تشرفت بوصول كتابكم إعلاما بعزمكم على السفر لمملكة البلجيك الفخيمة ومنها لمملكة اكريت بريطن ويكون رجوعكم منها لبلادنا لتتميم الأشغال المنوطة بمأموريتكم، فليعلم جنابكم أن الدولة هيأت لكم قطارا خاصا وعربة تليق بمقامكم السامى لتسافروا

<<  <  ج: ص:  >  >>