للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونص السابع في طلب نائب إيطاليا سجن محتسب طنجة وعزله:

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: وصل كتابك بأن محتسب طنجة قبض على ولد امرأة عجوز مستخدمة بدار الطليان في والده الدلال الفار بما بيده من حوائج الناس، فذهبت تلك المرأة عند المحتسب وأعلمته بأنها مطلقة من ذلك الرجل، وكافلة لولدها، وأبوه لا يعرفه في شئ، وطلبت منه أن لا يؤاخذه بما هرب به والده ويطالب به ضامنه، فأمر بسجنها فبلغ ذلك للباشادور المذكور، فقام وقعد ووجه لك ترجمانه ذاكرا أنه إن لم يسجن المحتسب ينزل السنجق ويقطع العلاقات الرسمية، فأجبته بأن لا قدرة لك على ذلك لكونه في خدمة المخزن، والذى يتأتى لك هو عزله ورفع القضية لحضرتنا الشريفة فقبل ذلك، وأشرت للعامل بعزله وتعيين من يقوم مقامه ريثما تعلمنا ثم ورد عليك الباشادور بعد ذلك وأكد في سجن المحتسب ودار بينك وبينه ما شرحته إلى أن قبل منك أن تجعل له ذلك كتابة فأجبته بأن يكتب لك لتجيبه فكتب فأجبته بما في النسخة التي وجهت مع كتابه لك، وأشرت بالتأمل في كتابه لكونه لازال طالبا سجن المحتسب، وإن لم يسجن يقطع المعاملة وفيما ادعاه من عدم إعطاء الحق وما أجبته به من أننا موجودون لإعطائه، وصار جميع ما ذكرته وما تضمنه كتاب المذكور ونسخة جوابك له بالبال.

أما فعلك ذلك لسد الذريعة وتسكين الروعة فجميل وسديد لكن لا يخفاك أن الجرائم متفاوتة ومتباينة، وكذلك الأدب وكل جريمة لها أدب يناسبها وتعتبر فيها المراتب والخطط وأمر التولية والعزل مهم، فلا ينبغى الازدراء به والتلاعب، ويحتاج فيه إلى كثرة الكلام والمدافعة والمراجعة حتى ييأسوا، أو إذا وقع ونزل به أمر يكون على مقتضاه بعد مشقة وجهد جهيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>