للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلمنا ما ذكرته من أنك ما أجبت عن القضية المذكورة حتى تفاوضت مع باشادور إسبانيا لكونه ممن تؤمن إشارته وأطلعت على ذلك نائب النجليز فاستحسنه لكون الطلب المشار إليه جار على مقتضى الشرط الثالث من شروط إسبانيا والنجليز والمحتسب صدر منه تنقيص بالقول في الباشادور، ولا يقع خرق ولا ازدراء بالولاة بإعطاء الحق في القضية ولو كان يقع ذلك بإعطائه لقيل وقع لإسبانيا بإعطائهم الحق بعزل حاكمى مليلية وسبتة، وأنك لا تتخلق بأخلاقهم أو تتبع أغراضهم إلا إذا لم تجد سبيلا ويعظم الأمر، لأنك لا تريد أن تكون على يدك فتنة، ولو أن تقيها بنفسك وصار ذلك بالبال.

فأما توجيه من بفاصل قضايا الطليان فالكفاية في الله ثم فيك فمثلك لا يعدل عنه إلى غيره، أعاذك الله ويسر للمسلمين على يدك كل خير، ودفع عنهم كل ضير.

نعم نريدك أن تجرد لنا قضايا الطليان المذكورة عن آخرها في تقييد وتوجيه لحضرتنا العالية بالله.

وأما ما ذكرته من أنك لا تتخلق بأخلاقهم ... إلخ، فإنا لا نظن بك إلا الخير والتخلق بأخلاق الشريعة والسنة النبوية، والسعى في صلاح الدين قلبا وقالبا وحتى إن رددنا عليك في شئ فإنما هو بحسب ما يظهر لنا، ومرادنا بذلك التوسعة عليك والتلقين، وإلا فليس من رأى كمن سمع.

فكن تراجع وتكرر المراجعة، فإن تكرارها منتج للمصلحة والخير، وأما كونك لا تريد أن تكون على يدك فتنة فهو كذلك بحول الله، وما ذلك على الله بعزيز.

وأما المحتسب فسنجيبك عنه بعد بما يشرح الله الصدر إليه، والله غالب على أمره والسلام في ٤ ذى العقدة الحرام عام ١٢٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>