للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سبع وسبعين سنة.

سمع من والده مجد الدين والحافظ المنذري وتفقّه على عزّ الدين [بن] عبد السلام وكان قد تفقّه أولًا على والده وكان مالكي المذهب. وصنّف "الإمام من الأحكام" في نحو عشرة مجلدات و"المختصر" و"الإلمام في الحديث" (١) وشرحه الذي لم ير مثله في أكثر من عشرين مجلدًا (٢)، وله "شرح العمدة" (٣) و"شرح العيون" في الفقه، وهو الذي كان على رأس القرن السابع من المشار إليهم بالتجديد (٤) وهو القائل: لي أربعون سنة ما تكلمت كلمة إلاّ وأعددت لها جوابًا بين يدي الله. ولد في البحر وكان والده متوجهًا من قُوص إلى الحجّ ولذلك ربما كتب بخطّه التيجي (٥) ثم إنه يدعو الله أن يجعله عالمًا عاملًا، فاستجيب له، فنشأ بقوص وكان حافظًا، زاهدًا ورعًا، مجتهدًا، جامعًا بين العلم والدِّين، وله كرامات (٦). ذكره السبكي.

٤٤٠٥ - الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن هانئ السّبتي الإشبيليّ اللَّخمي النحوي (٧)، المتوفى في ذي القعدة بجبل فتح سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.

أصله من إشبيلية وكان إمامًا في العربية، مقدّمًا، لا يُشق [في ذلك] غباره، بارع الخط، رائق المحاضرة، متوسط النظم، قرأ على ابن عبيدة وغيره و"شرح التّسهيل" شرحًا جيدًا، وله "الغُرّة الطالعة في شعراء المائة السابعة"، و"لحن العامة"، و"أرجوزة في الفرائض". مات بجبل الفتح والعدو محاصره، أصابه حجر المنجنيق في رأسه. ذكره السيوطي في "النحاة".


(٨/ ١١) و"الأعلام" (٦/ ٢٨٢).
(١) وقد عني به وعلّق عليه محمد سعيد مولوي وطبع.
(٢) واسمه "الإمام من الأحكام" وقد أشار إليه المؤلف قبل قليل وقال: في نحو عشرة مجلدات.
(٣) وسماه "إحكام الأحكام" وقد نشرته المطبعة المنيرية بالقاهرة سنة (١٣٧٢ هـ - ١٩٥٢ م.)
(٤) وذلك إشارة منه لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي رواه أبو داود في "سننه" رقم (٤٢٩١) في الملاحم: باب ما يذكر في قرن المئة، من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- بإسناد صحيح، "إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يُجَدِّد لها أمر دينها" وانظر "جامع الأصول" (١١/ ٣٢٠) بتحقيق عبد القادر الأرناؤوط، طبع دمشق.
(٥) نسبة إلى بلدة "أبو تيج" في وسط مصر.
(٦) وله شعر بليغ، فمنه مما أورده ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب":
أَتْعَبْتَ نَفْسَكَ بين ذلَّةِ كَادحٍ ... طَلَبَ الحياة وبين حِرْصِ مُؤَمّلِ
وأضعتَ نَفْسَكَ لا خَلاَعَةَ مَاجنٍ ... حَصَّلْتَ فيه ولا وَقَارَ مُبَجّلِ
وتركتَ حظَّ النّفْسِ في الدُّنيا وفي الـ ... أُخرى وَرُحْتَ عن الجَميعِ بمَعْزِلِ
(٧) ترجمته في "بغية الوعاة" (١/ ١٩٢ - ١٩٣) وعنه أثبتنا ما بين الحاصرتين و"الدرر الكامنة" (٤/ ٩١) و"كشف الظنون" (٢/ ١١٩٨) و (١٥٤٨) و"الأعلام" (٦/ ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>