للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ عن زكريا الأنصاري والبرهان بن أبي شريف والتقي ابن قاضي عجلون وأبي العباس القسطلاني وكان فاضلًا علاّمة في التفسير والحديث والفروع. أقام بدمشق يدرّس ويفتي، له تفسير منظوم سمّاه "تيسير التبيان في تفسير القرآن" وهو مما لم يُسبق إليه وله "العقد الجامع للدرر اللوامع" في نظم "جمع الجوامع" لوالده رضي الدين، وشَرَحَ "المنهاج" المسمى بـ "ابتهاج المحتاج لانتهاج المنهاج" وحاشية على شرحه للمحَلّي وعدة مصنّفات تنوف على المائة.

٤٥٦٨ - الأستاذ شمس الدين محمد بن أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن البكري المصري (١). قال الشهاب: نادرة الدهر، غرَّة وجه العصر، مورد فضل وربيع كرم، حديث أخلاقه الغُرِّ عنوان كتاب المكارم وخير فضائله فذلكة كمال العوالم، فعلمه حدِّث عن البحر ولا حرج وبراعته تسلب الألباب والمهج واجتمع فيه من الكمال ما تُضرب به الأمثال، إن ذكر جُوده فما الطّائي، أو حدة ذكائه فما إياس، أو همّته الغريبة فما أبو فراس. وقد رزق أبناء ورثوا الكمال لفظًا ومعنىً، لو تقادم عهدهم كانوا عنوان كتاب نجباء الأبناء وكان زمانه عرس الفلك فكأنما ناداه الدهر، أما الكمال فلك ولم يزل كذلك حتى غربت أنوار شمسه فتوارت في عين حمته من رمسه. وكان سمح البديهة، جواد الطبيعة وله في ذلك مناقب مشهورة وبدائع مأثورة، كما أتفق له أنه أراد كتابة رقعة شفاعة فلما أخذ القلم سقط من يده فقال:

ولما ضَاقَ عنك الطرس وصفا ... جعلت له بسيط الأرض طِرْسَا

وهذا من بدائع البداهة ومن إرساله المثل قوله:

كحمار الرَّحى يدور ولا يدري ... أَبُرٌ طَحينه أم شعيرُ

وكان في عصره مُكْرَمَاً، تعد أنفاسه مغنمًا، فلا يراه أحد إلاّ التمس مدده وقَبَّل بفم الخضوع يده.

٤٥٦٩ - محمد بن محمد بن علي الكاشغري النحويّ (٢)، المتوفى سنة خمس وسبعمائة.

قال الجَنَدي في "تاريخ اليمن": كان ماهرًا في النحو واللغة والتفسير والوعظ، أقام بمكة أربع عشرة سنة وصنّف "مجمع الغرائب" (٣) واختصر "أُسد الغابة" وقدم اليمن وكان حنفيًا فتحوّل شافعيًا. ذكره السيوطي.


(١) ترجمته في "ريحانة الألبا" (٢/ ٢١٩) و"شذرات الذهب" (١٠/ ٤١٩) و"هدية العارفين" (٢/ ٢٣٩) و"الأعلام" (٧/ ٥٧) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٦٥٠).
(٢) ترجمته في "كشف الظنون" (١٦٠٣) و "بغية الوعاة" (١/ ٢٣٠) و"الأعلام" (٧/ ٣٢) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٦٦١).
(٣) واسمه الكامل: "مجمع الغرائب ومنبع العجائب". انظر "كشف الظنون" (٢/ ١٦٠٣) وفي "بغية الوعاة": "وصنّف فجمع الغرائب ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>