للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للقطب، المتوفى بها [بعد] سنة [ست وسبعين] وسبعمائة.

كان فاضلًا في العلوم العربية والشرعية والعقلية، صدِّيقًا فاروقيًا معًا. كان أبوه واعظًا وجدّه هو ابن الإمام فخر الدين الرازي، مات شابا، وأما هو فأتى بلاد الروم وتوطن بأقسراي وصنَّف "شرح الإيضاح" باسم أمير قرمان فجعل له كل يوم ألف درهم، وكان مدرِّسًا بالمدرسة المسلسلة، وقد شرط بانيها أن لا يدرِّس بها إلاّ من حفظ "صحاح" الجوهري، فتعين لذلك المولى المذكور وكانت طلبته ثلاث طبقات: الأولى منهم من يستفيدون منه في ركابه وسماهم بالمشائين، والأوسط منهم من يسكنون في رواق المدرسة وهم الرواقيون، والأعلى سكان الداخل. وكان يدرس على الترتيب وكان المولى الفَنَاري ساكنًا في رواق المدرسة لحداثة سنه. روى أنه لما بلغ السيد صيته ارتحل إلى الروم ليقرأ عليه فلما قرب منه رأى شرحه لـ"الإيضاح" فلم يعجبه، وروي أنه قال في حقّه إنه كالذباب على لحم البقر، فقيل له إن تقريره أحسن من تحريره، فقصده الشريف فصادف موته ولقي الفَنَاري وذهب معه إلى مصر. من "الشقائق" و "الكتائب".

٤٦٠٠ - الإمام البارع رُكن الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد العَمِيْدي الفقيه السَّمَرْقَنْديّ الحنفيّ (١)، المتوفى بها في ٩ جمادى الأولى سنة خمس عشرة وستمائة.

كان إمامًا في الخلاف خصوصًا الجدل وهو أول من أفرده بالتصنيف ومن تقدمه يمزجه وهو أحد الأركان الأربعة الذين اشتغلوا على الشيخ رضي الدين النيسابوري. وصنَّف العَمِيدي "الإرشاد" في الخلاف واعتنى بشرح طريقته جماعة وصنَّف "النفائس" وانتفع به جماعة، منهم الحصيري. كذا في "وفيات الأعيان" وفي هوامش "الجواهر" صورة ما كتبه المطرّزي له للإجازة وفيه محمد بن محمد بن أحمد وبه تخرَّج الإمام النّظام أحمد بن محمود الَحصري.

٤٦٠١ - الشيخ الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن مخلّص الدَلجي الشافعي (٢)، شارح "الشفاء" المتوفى سنة [سبع وأربعين وتسعمائة] كان فريد عصره وسيبويه زمانه، محدِّثًا محقّقًا، له مصنّفات منها "درر القلائد في سلك العقائد" منظوم وشرحه.


(١) ترجمته في "شذرات الذهب" (٧/ ١١٦) و"سير أعلام النبلاء" (٢٢/ ٩٧) و "معجم المؤلفين" (٣/ ٦٨٤) و "الأعلام" (٧/ ٢٧).
(٢) ترجمته في "كشف الظنون" (٢/ ١٠٥٣) وعنه استدركنا سنة وفاته و"الكواكب السائرة" (٦/ ٢) و"شذرات الذهب" (١٠/ ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>