للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمه أم ولد اسمها ماردة وبويع بالخلافة بعد موت أخيه بعهد منه في رابع عشر رجب وكان أبيض أصهب اللحية طويلها ربع القامة ذا شجاعة قوي البدن، وكان فيه ظلم وعنف إذا غضب لا يبالي من قتل، وكان من أشد الناس بطشاً، وكان يجعل زند الرجل بين إصبعيه فيكسره ... نقش خاتمه: سل الله يعطيك. ولم يكن في بني العباس مثله إلا أنه كان عاريا من العلم أمياً .... وكان المعتصم يلقب بالثماني فإنه ثامن خلفاء بني العباس وقيل إنه ولد في شعبان وهو التاسع من شهور السنة وكان نقش خاتمة "الحمد لله" وهي ثمان ومولده سنة ١٨٠ وافتتح ثمان حصون وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وزاد بعضهم ثمانية أيام ووقف ببابه ثمانية ملوك وقهر ثمانية أعداء وخلف ثمانية بنين وثمان بنات وثمانية آلاف دينار وبنى ثمانية قصور وكانت غلمانه من الأتراك ثمانية عشر ألف ولذلك يدعى بالمثمن وهذا من العجائب وقد احتجم بسر من رأى فحُمَّ فمات لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ٢٢٧ وهو ابن ثمان وأربعين وتخلف بعده ابنه هارون ووزيره محمد بن عبد الملك الزيات ثم فضل بن مروان].

٤٧٣٣ - محمد بن هانئ [الأَزْدِيُّ الأندلسيُّ، أبو القاسم، الشاعرُ] (١).

٤٧٣٤ - محمد بن هارون الواثق [العباسي، أبو إسحق وقيل أبو عبد الله (٢)، ولد بعد سنة ٢١٠، وأمه أم ولد رومية تسمى قَرَب وقيل فرده، وبويع بعد ابن عمه المعتز في اليوم التاسع عشر من شهر رجب [سنة ٢٥٥] وكان أسمر رقيقاً مليح الوجه ورعاً متعبداً قوياً شجاعاً، لكنه لم يجد ناصراً ولا معيناً. نقش خاتمه: المهتدي بالله يثق، ولما طُلب لم يقبل بيعة أحد حتى أتى بالمعتز فقام له وسلم عليه بالخلافة وجلس بين يديه وجئ بالشهود فشهدوا على أنه عاجز عن الخلافة فاعترف بذلك فبايعه بالخلافة فارتفع المهتدي إلى صدر المجلس ثم أخرج الملاهي وحرّم سماع الغناء والشراب وألزم نفسه الجلوس للناس وإزالة المظالم. وقال إني أستحي من الله أن لا يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز. وكان كثير الصوم، وربما كان فطوره على خبز وزيت وخل. وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين يجلس بنفسه والكتّاب بين يديه فيعملون الحساب، فانحرف الأتراك وخرجوا عليه واتفقوا على قتله فلبس المهتدي سلاحه في أناس قلائل في حاشية، وشَهَرَ سيفه عليهم وحاربوه أشد المحاربة ثم أحاطوا به وأسروه وخلعوه ثم قتلوه شهيداً في شهر رجب سنة ٢٥٦. وكانت خلافته سنة إلاّ خمسة عشر يوماً، وعمره اثنين وأربعين، ودفن بسر من رأى].


(١) ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (١٦/ ١٣١) و"وفيات الأعيان" (٤/ ٤٢١) و"الأعلام" (٧/ ١٣٠) وعنه تكملة الاسم.
(٢) ترجمته في "تاريخ بغداد" (٣/ ٣٤٧) و"فذلكة" ورق (٨٧ ب) وما بين الحاصرتين تكملة منه و"الأعلام" (٧/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>