للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٨٠٠ - الشيخ العارف بالله محمد البَدَخْشي (١)، المتوفى بدمشق سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة.

كان من أصحاب خواجه عُبيد الله السَّمَرْقَنْدي وكان ترك الدنيا والتجرّد من علائقها وتوطن بدمشق، ولما فتحها السلطان سليم خان ذهب إلى بيته مرتين، في الأولى لم يجر بينهما كلام، وفي الثانية قال الشيخ محمد: كلانا عبد الله وإنما الفرق أن ظهرك ثقيل من أعباء الناس وظهري خفيف عنها واجتهد أن لا تضيّع أمتعتهم. نقل أن السلطان رآه في هيئة المسافر مودّعاً إياه فلما سمع الأمر حسن جان بادر إلى التعبير وقال: إن سفر مثل هذا الشيخ سفر الآخرة، فكره السلطان ذلك ولم يلبث حتى جاء عرض من قبل والي الشام أنه وصل إلى حد الاحتضار، وأحضر أشراف الشام وأخبر بكون السلطان مريداً له وبكونه مأموراً بتسخير ديار العرب وأوصى للحاضرين بالسلام إلى السلطان الذي فتح الحرمين، فلما قرأ السلطان قال: الرؤيا تابع للتعبير فهل يستحق صاحبه التعزير. وللشيخ المذكور "رسالة في المعمَّى" و"حاشية على شرح الشمسية" للقطب.

٤٨٠١ - الشيخ الفاضل محمد النِّحْريري الضّرير المصري الحنفي (٢)، المتوفى سنة ....

قال الشهاب في "الخبايا": علم علمه على عَاتق الخافقين منشور وهو خاتمة المفسِّرين والقراء وطراز برد المحدّثين والفقهاء، ذو بيان عذب رقيق وروض فضل هو للنعمان شقيق، إذا وعظ تفجّر ينبوع الِحِكَم معيناً ونادى المصيخ له: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، وكان في إقبال أمره وطلائع عمره معانقاً للفقر في زوايا الخمول وله صنو شقيق هو في الثروة عريق، فاتفق أن زاره الحِمَام ولا وارث له سواه، فأثمرت له رياض المنى وبدلت العنا بالغنى. وبالجملة فهو نتيجة الدهر وفذلكة كتاب السِّحر كأترابه من علماء الحنفية في عصرنا، فمنهم:

٤٨٠٢ - الشيخ الفاضل محمد، المعروف بالذئب المصري الحنفي (٣)، المتوفى سنة .... وهو البحر الذي منه نروى، وعنه تنقل بدائع الشرع وتروى، أفتى ودرَّس ونزل ساحة المجد فتعرس كما قلت فيه:

للذئب نجلٌ فضله ... لاح على غير نَمَطْ

حاكَى أباه في العُلا ... فهل رأيتَ الذئب قطْ

انتهى.


(١) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٢١٤) طبع بيروت وطبع إستانبول (٣٥٧) و"حدائق الشقائق" (٣٦٠ - ٣٦٢) و"كشف الظنون" (٢/ ١٠٦٣) و"معجم المؤلفين" (٣/ ١٥٩).
(٢) ترجمته في "خلاصة الأثر" (٣/ ٤٢٨٨) و"ريحانة الألبا" (٢/ ٤٧).
(٣) ترجمته في "ريحانة الألبا" (٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>