للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السر له وكانوا ينقمون عليه بقربه، وسار بعد قتل عثمان طالبا لدمه وقاتل يوم الجمل ورمى طلحة بسهم فقتله غدرًا وهو في عسكره وانهزم وقد أصابته جراحات ثم أشفي فأمنه علي وأقام بالمدينة ثم ولي نيابتها في زمن معاوية ثم بويع له في الجابية سنة ٦٤. وكان الضحاك بن قيس دعى أولًا لابن الزبير ثم بدا له أن يدعو لنفسه فانخذل عنه الناس وصار بالشام فرقتين اليمانية مع مروان والقيسية مع الضحاك، وجرت بينهما أمور آخرها التقوا بمرج راهط في غوطة دمشق واقتتلوا وكانت الكسرة على الضحاك وانهزموا أقبح هزيمة فقتل الضحاك ثم دخل مروان إلى دمشق وأطاعه الأمراء ثم سار إلى مصر سنة ٦٥ فصالحه أهلها واستعمل عليها ابنه عبد العزيز فرجع إلى الشام وكان قد تزوج بأم خالد بنت يزيد فوثبت عليه لكونه شتمها حين محادثته مع خالد فعمدت إلى وسادة فوضعت على وجهه وهو نائم وقعدت هي وجواريها حتى مات، ثم خرجن وقلن مات فجأة. وصلى عليه ابنه وولي عهده عبد الملك ودفن بدمشق وذلك في أول شهر رمضان سنة ٦٥ وقيل في ربيع الآخر وكان عمره يوم مات ثلاثا وستين سنة ومدة ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يومًا، وكان فقيهًا عالمًا دينًا. كذا في "مورد اللطافة" و"العيلم" و"أخبار الدول"].

٤٩٢٦ - مروان بن محمد بن مروان [أبو عبد الملك القائم بحق الله المعروف بالحمار الأموي (١)، وأمه أم ولد كرجية. بويع بالخلافة بعد ابن ابن عَمِّه بحكم خلعه. وكان يعرف بالجعدي أيضًا نسبة لمودته جعد بن درهم، والحمار لشجاعته، يقال فلان أصبر من حمار في الحرب لأنه كان لا يصبر عن محاربة الخارجين عليه. ولد بالجزيرة وأبوه متوليها في سنة ٧٢. وقد تولى مروان ولايات حائلة قبل أن يلي الخلافة وافتتح فتوحات كثيرة، وكان أبيض ربعة أشهل ضخمًا كث اللحية مهيبًا نقش خاتمه: اذكر الموت يا غافل. في أيامه ظهر أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة وظهر السفاح بالكوفة فبويع بالخلافة وجهز عمه عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس لقتال مروان فالتقى الجمعان بقرب الموصل واقتتلوا قتالا شديدا في جمادى الآخرة سنة ١٣٢ فانكسر مروان وقطع الجسور إلى الجزيرة وقدم الشام فاستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام، وفر منه مروان إلى مصر، ونازل عبد الله دمشق وبعث أخاه صالحا في طلبه وعلى طلائعه عمرو بن إسمعيل فساق في إثره فلحقه بقرية أبو صير فقتله في ٢٧ ذي الحجة سنة ١٣٢ وبموته انقرضت دولة بني أمية بدمشق سوى عبد الرحمن الآتي


(١) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (٢٥/ ٤٣٨) و"سير أعلام النبلاء" (٦/ ٧٤) و"فوات الوفيات" (٢/ ١٢٧) و"تاريخ الخلفاء" (٢٧١) وخبره في "فذلكة" ورق (٨٢ أ) وما بين الحاصرتين منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>