للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهزارغرادى في مقام الوزارة كما كان، ثم إن السلطان لما كان مشربه مائلًا إلى العزلة والخلوة ترك السلطنة إلى ابن أخيه عثمان خان باتفاق الأعيان وتزهّد، وكانت مدته ثلاثة أشهر وأربعة أيام واعتزل إلى أن تولى ثانيًا في ٨ رجب سنة ١٠٣١].

٤٩٨٨ - المولى الفاضل مُصطفى بن محمد بن فاطمة بنت المولى خسرو، المعروف بخسرو زاده (١)، المتوفى بأقشهر في جمادى الأولى سنة ١٠٠٠ ألف وله من العمر ستين سنة.

ولد بقصبة إيبك من قصبات روم إيلي، وكان أبوه قاضيًا بها، ثم توفي أبواه فربّته جدّته إلى أن وصل سن التمييز، فحصّل العلوم الإلهية، ثم دار بين علماء عصره إلى أن ارتبط بالمولى أبي السعود واشتغل عنده ثلاث سنين غاية الاشتغال، وكان المولى المرحوم يكرمه غاية الإكرام وقدمه على شركائه، ثم صار ملازمًا له في سنة ٩٦٣ وقرأ "شرح المفتاح" عنه مولانا عوض إلى آخره، ثم صار مدرّسًا بمدارس كمدرسة بايزيد باشا، وجدّه وعبد السلام وأفضل زاده، ثم صار قاضيًا بالركب الشامي سنة ٩٨٢ ثم بمدرسة علي باشا. وكتب رسالة في بعض الآيات ثم بمدرسة مناستر ثم عزل خمس سنين، ثم تولى قضاء طرابلس الشام سنة ٩٩٨ ثم عزل ومات راجعًا إلى بلده. كان عالمًا سخيًا فاضلًا خصوصًا في بعض المعاني وألّف "كتابًا في الخواص والعوام" و"ترجم تاريخ اليمن" للقطب وله رسائل مفيدة. من

"الوفيات".

٤٩٨٩ - المولى العالم مصلح الدين مصطفى بن يوسف، الشهير بابن البِركي (٢)، المتوفى قاضيًا بأدرنة سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة.

كان من أولاد بعض القضاة. قرأ على المولى قاسم الشهير بقاضي زاده، ثم درَّس بمدارس وصار معلّمًا للسلطان أحمد بن بايزيد، ثم استقضى بأدرنة، ثم تقاعد ومات. كان فاضلًا جرئ الجنان، فصيح البيان، له "تفسير سورة القدر" و"حواشي على تفسير البيضاوي" من سورة النبأ إلى آخر القرآن ورسالة في قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} (٣)، وغير ذلك. وكان يقال له بركلي زاده فخفف كما ذكر في هامش "الشقائق".


(١) ترجمته في "حدائق الحقائق" (٣١٦) و"كشف الظنون" (١/ ٢٤٠) و"الأعلام" (٧/ ٢٤٠).
(٢) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٢٩٥) و"حدائق الشقائق" (٣١١ - ٣١٢)
(٣) سورة البقرة: الآية (١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>