للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٠٧٤ - الإمام الجليل أبو المظَفَّر منصور بن محمد بن عبد الجَبَّار بن أحمد بن محمد بن جعفر التميمي السمعاني الشافعي (١)، المتوفى بمرو في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة، عن ثلاث وستين سنة.

تفقّه على والده وبَرَعَ في مذهب أبي حنيفة، وكان والده حنفيًا ثم ورد بغداد سنة ٤٦١ واجتمع بأبي إسحق الشّيرازي وخرج إلى الحجاز فأسر بأيدي العرب إلى أن خلّصه الله تعالى بسبب علمه، وعاد إلى مكة وصحب بها أبا القاسم سعد بن علي الزّنجاني فتشفّع ولما رجع إلى مرو قامت الحرب على ساق واضطرب أهل مرو لذلك وهجره أخوه ثم اعتذر، وصارت السمعانية بعده شافعية وكان وحيد عصره فضلًا وزهدًا وورعًا، ثم خرج إلى طوس لتسكين الفتنة وقصد نيسابور فاستقبله الأصحاب وأكرموا مورده وعقد له مجلس التذكير وكان بحرًا فيه حافظًا. ثم عاد إلى مرو وعقد له مجلس التدريس والتذكير وقدمه نظام الملك على أقرانه وصنَّف "التفسير" وأملى "المجالس" في الحديث وله "منهاج أهل السنة" و"الانتصار" و"الرد على القدرية" و"القواطع" في أصول الفقه و"الأوسط" و"المختصر" المسمى بـ"الاصطلام" ردّ فيه على أبي زيد الدّبُوسي وأجاب عن الأسرار وسمع الحديث في صغره وكثر أصحابه وتلامذته. ذكره ابنه أبو سعد والسبكي.

٥٠٧٥ - أبو جعفر منصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، الشهير بالدوانقي، [العباسي الهاشمي، القرشي (٢)، بويع بالخلافة بعد أخيه السفاح أتته البيعة وهو بمكة لأنه كان حج في تلك السنة وفيها حج أيضا أبو مسلم الخراساني ووقع منه أمور في حق المنصور فنقمها عليه وقتله لما تخلف. وكان المنصور يلقب في صغره بمدرك التراب وأيضًا بعبد الله الطويل، ثم لقب في خلافته بأبي الدوانق لبخله. وكان فحل بني العباس هيبةً وشجاعةً وحزمًا ورأيًا وجبروتًا، وكان جمَّاعًا للمال تاركًا للهو والطرب كامل العقل جد المشاركة في العلم والأدب فقيهًا له حظ في الصلوة والتدين، وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا خليقًا للإمارة، إلّا أنه قَتل خلقًا حتى استقام ملكه، وهو أسن من السفاح ولد سنة ٩٥ وأمه سلامة البربرية. وكان قبل الدعوة قد ضرب في الأفاق إلى الجزيرة والعراق وأصبهان وولي بعض كور فارس لعاملها سليمان بن حبيب الأزدي، ثم عزله وضربه ضربًا مبرحًا لكونه احتجز المال. فلما ولي الخلافة ضرب


(١) ترجمته في "الأنساب" (٧/ ١٣٨) و"سير أعلام النبلاء" (١٩/ ١١٤) و"طبقات الشافعية الكبرى" (٥/ ٣٣٥) و"شذرات الذهب" (٥/ ٣٩٤) و"مفتاح السعادة" (٢/ ٣٠٠) و"هدية العارفين" (٢/ ٤٧٣) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٩١٩) و"الأعلام" (٧/ ٣٠٣).
(٢) ترجمته في "فذلكة" ورق (٨٤ ب) وما بين الحاصرتين تكملة منه

<<  <  ج: ص:  >  >>