للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنقه. وهو الذي أمر أبا حنيفة بتولية القضاء فلما امتنع أمر بضربه في كل يوم عشرة أسواط على رأسه حتى ورم ومات في حبسه، وهذه من أقبح مساوي المنصور، وقد ندم على ضربه له وتأسف وبكى. وهو الذي بنى مدينة بغداد وفرغ من بنائها سنة ١٤٩ وتوطأت الممالك كلها له وعظمت هيبته في النفوس ولم يبق خارجًا منه سوى الأندلس، وزاد في مسجد الحرام زيادة في سنة ١٤٨ [إذ] اشترى المنازل التي حوله، وعمَّر مسجد الحيف بمنى وهو أول من رَخَّمه، وهو أول خليفة قرْب المنجمين وعمل بأحكام النجوم، وأول خليفة ترجمت له الكتب السريانية والعجمية بالعربية ككتاب "كليلة ودمنة" و"إقليدس"، وفي عصره شرع علماء الإسلام في تدوين العلوم. قيل إنه خطب يومًا بالشام فقال في خطبته: ينبغي لكم يا أهل الشام أن تحمدوا الله على ما وهب لكم، فإني [عندما] وليت عليكم صرف الله عنكم ذلك الطاعون الذي كان في زمن بني أمية. فقام إليه أعرابي وقال: إن الله أكرم من أن يجمع علينا أنت والطاعون. فكادت الناس أن تبول من شدة الضحك. وقد كان المنصور رأى منامًا يدل على قرب الأجل فتهيأ وسار إلى الحج فركب من بئر ميمون فلما كان بين الحجون سقط عن فرسه فاندقت عنقه فمات في سابع ذي الحجة وقت السحر سنة ١٥٨، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ومدة ملكه إحدى وعشرون سنة وأحد عشر شهرًا وأربعة عشر يومًا، فدفن هناك. وزيره خالد البرمكي وأبو أيوب سليمان بن مخلد. كذا في "حبيب السير"].

٥٠٧٦ - منصور بن محمد مير غياث الدين [الدَّشْتَكِي الشِّيرازي] (١).

٥٠٧٧ - منصور بن مسلم بن علي [بن أبي الخرجين الحلبي النحوي المؤدِّب الشاعر، المعروف بابن أبي الدُّمَيْك] (٢).

٥٠٧٨ - منصور بن نزار [الحاكم بأمر الله، أبو علي (٣)، من خلفاء الدولة الفاطمية بويع وعمره إحدى عشرة سنة وقام بتدبير ملكه خادم أبيه برجوان الخصي الأبيض إلى أن كبر ثم قتله سنة ٣٩٠ وقبض على أمواله ... فقتل بحلوان خارج القاهرة في ثامن عشر شوال سنة ٤١١ وعمره ست وثلاثون سنة وخلافته خمس وعشرون سنة وشهرا ثم تولى ابنه علي الظاهر].


(١) ترجمته في "هدية العارفين" (٢/ ٤٧٥) و"كشف الظنون" (١/ ٣٥٠) و"الأعلام" (٧/ ٣٠٤) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٩١٨) ومابين الحاصرتين تكملة منها.
(٢) ترجمته في "هدية العارفين" (٢/ ٤٧٤٩) و"كشف الظنون" (١/ ٦٩٢) و"بغية الوعاة" (٢/ ٣٠٣) و، "معجم المؤلفين" (٣/ ٩١٩) وما بين الحاصرتين تكملة منها.
(٣) ترجمته في "النجوم الزاهرة" (٤/ ١٧٦ - ٢٤٦) و"وفيات الأعيان" (٥/ ٢٩٢) و"فذلكة" ورق (١٠٢ ب - ١٠٣ أ) وما بين الحاصرتين تكملة منه. و"الأعلام" (٧/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>