للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجدري وكان مختالا في مشيته قليلًا وكان أبواه مرهفين له فشب بلا أدب وكان لحانا، نقش خاتمه: ربي الله لا أشرك به شيئًا. قال ابن عساكر: كان الوليد عند أهل الشام من أفضل خلفائهم كان يعطي أكياس الدراهم لتفرق على الصالحين وأفرض للمجزومين ومنع عن السؤال وأعطى كل مقعد خادما وكل أعمى قائدا وكان يبر حَمَلَة القرآن ويقضي عنهم ديونهم وبنى الجامع الأموي بدمشق وهدم كنيسة يوحنا وزادها فيه وذلك في ذي القعدة سنة ست وثمانين ولم يساعد عمره لإتمامه فأتمه أخوه سليمان وكان جملة ما انفق على بنائه نحو أربعمائة صندوق في كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار وكان فيه ستمائة سلسلة ذهبا للقناديل ومازالت إلى أيام عمر بن عبد العزيز فجعلها في بيت المال وجعل عوضها صُفْرًا وحديدًا وبنى قبة الصخرة ببيت المقدس وبنى المسجد النبوي ووسعه حتى دخلت الحجرة الشريفة فيه وله آثار حسنة، وفي أيامه فتحت بلاد الأندلس وحملت إليه منها مائدة سليمان -عليه السلام- وبلاد الترك وأكثر بلاد الهند. وكان من محاسنه الكرم والنهى عن محارم الله. روي أنه قال: لولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القراَن: ما ظننت أن أحدا يفعل هذا وكان مشغوفا بحب النساء وكان أبوه عهد الخلافة بعده إلى أخيه سليمان واجتهد في خلعه وتولية ولده عبد العزيز فامتنع سليمان من ذلك حتى عاجلت الوليد المنية وتوفي في خامس عشر جمادى الآخرة وقيل الأولى سنة ٩٦ بديرمران وحمل إلى دمشق وصلى عليه عمر بن عبد العزيز ودفن بباب الصغير وكانت مدة خلافته تسع سنين وثمانية أشهر ونصف وقد بلغ من العمر تسعة وأربعين عاما وخلّف أربعة عشر ولدا أو أزيد: عبد العزيز، محمد، عباس، إبراهيم، خالد، يمام، عبد الرحمن، مبشر، مورود، أبو عبيدة، صدقة، منصور، مروان، عتبة، عمر، روح، بشير، يزيد، يحيى، وكان وزيره قعقعاع بن الخليل. كذا في "حبيب السير"].

٥٢١٢ - وليد بن عبيد [بن يحيى الطّائي] البُحْتُري (١) الشاعر المشهور. مدح كثيرًا من الخلفاء، أولهم المتوكل على الله، وكثيرًا من الأكابر والرؤساء. وأقام ببغداد زمانًا، ثم عاد إلى الشام. وتشبب في أشعاره بعلوة بنت زريقة، وزريقة أمها. ولد سنة ست أو سبع أو خمس أو اثنتين أو إحدى ومائتين، أو مائتين. وتوفي سنة أربع أو خمس أو ثلاث وثمانين ومائتين، والأول أصح، وكان موته بِمَنْبِج أو بحلب، والأول أصح].

٥٢١٣ - وليد بن عقبة [بن أبي معيط الأمويّ] (٢).


(١) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (٢٧/ ٤٦٥ - ٤٧٢) و"وفيات الأعيان" (٦/ ٢١) و"مفتاح السعادة" (١/ ١٩٣) و"سير أعلام النبلاء" (٣/ ٤٨٦) و"مفتاح السعادة" (١/ ٢٢١) وما بين الحاصرتين تكملة منه و"الأعلام" (٨/ ١٢١).
(٢) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (٢٧/ ٤٧٣ - ٤٧٧) وعنه تكملة الاسم و"الاستيعاب" (٣/ ٦٣١) و"سير أعلام النبلاء" (٣/ ٤١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>