للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسعين سنة].

كان صاحب الأحوال والمقامات العلية، أحد أولياء الله الناسكين وعباده المخلصين، خرج إلى بغداد وتفقه على أبي إسحق الشيرازي ولازمه حتى برع في الفقه وعلم النظر، وكان أبو إسحق يقدمه على كثير من أصحابه مع صغر سنه، ثم ترك كل ما كان فيه، واشتغل بما هو الأهم من العبادة والإرشاد. وكان قد سمع ببغداد من الخطيب وأبا محمد ابن هزار مرد وببخارى وسمرقند وأصفهان وعدة بلاد من خلق، وكتب أكثر مما سمع، واجتهد في ذلك، وعقد له مجلس الوعظ ببغداد.

٥٤٤٨ - الملك الناصر السلطان صلاح الدين أبو المظفّر يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان الكُردي (١)، المتوفى بدمشق في ١٦ صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، عن سبع وخمسين سنة.

وكان ملكًا عادلًا زاهدًا محدّثًا فاضلًا، مواظبًا على الصلاة، لا يلبس إلا القطن والصوف، وهو أول الاكراد الأيوبية بمصر. ملك أربعًا وعشرين سنة وكان أصله من أكراد الرَّوَادية. سكن شادى بقرية يقال لها دوبن في أواخر إقليم أذربيجان. وكانت ولادة صلاح الدين بتكريت، ثم انتقل إلى الموصل واتصل [أبوه] بخدمة نور الدين محمود بن زنكي، ولما استنجد العاضد بنور الدين على الإفرنج سنة ٥٦٣ جهز له أسد الدين ومعه ابن أخيه صلاح الدين، في جيش، فرحل الفرنج عن مصر ودخل الأسد فاستوزره العاضد ثم مات بعد شهرين وتولى الوزارة ابن أخيه صلاح الدين وقام بمدافعة الفرنج فقابلهم وأجلاهم عن حوالي مصر والشام ثم قطع خطبة الفاطمية سنة ٥٦٧ وخطب للمستنجد العباسي أولًا ثم لنفسه -رحمه الله- إلى أن مات.

وتسلطن بعده أولاده، وفي سيرته تأليف مستقل وشهرته أكبر من أن تحتاج إلى التنبيه، -رحمه الله-، صنف في سيرته القاضي ابن شدّاد وابن واصل.

٥٤٤٩ - يوسف بن برسباي الملك العزيز (٢)، [لما توفي أبوه سنة ٨٤٠ قام مقامه وبويع بالسلطنة يوم موت أبيه فدبر جقمق أمور المملكة وضخم أمره وقوي على من عارضه من الأمراء وفي شهر ربيع الأول وصل الأمراء إلى البلاد الشمالية وفتحوا البلاد ووصلوا إلى أرزن الروم وقبض جقمق على جماعة من الأمراء المعاندين وقيدهم وبعثهم إلى الإسكندرية واستولى على أمور


(١) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (٢٩/ ١٠٣) و"مرآة الزمان" (٨/ ٤٢٥ - ٤٣٤) و"التكملة لوفيات النقلة" (١/ ١٨٣ - ١٨٤) و"وفيات الأعيان" (٧/ ١٣٩ - ٢١٨) و"السلوك" (١/ ١/ ٤١ - ١١٤) و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٣ - ٦٣) و"الدارس في تاريخ المدارس" (٢/ ١٧٨ - ١٨٨) و"سير أعلام النبلاء" (٢١/ ٢٧٨) و"فذلكة" ورق (١٤٦ أ) و"الأعلام" (٨/ ٢٢٠).
(٢) ترجمته في "الضوء اللامع" (١٠/ ٣٠٣) و"شذرات الذهب" (٩/ ٤٥٦) و"فذلكة" ورق (٢٤٦ ب) وما بين الحاصرتين تكملة منه. و"الأعلام" (٨/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>