للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد ببغداد ونشأ بها وكان بليغاً في النثر والنظم، ماهراً في الرياضيات خصوصاً الهندسة والهيئة، له عدة رسائل فيها وكتب الإنشاء ببغداد عن الخليفة وعن عزّ الدولة بختيار ولما قُتل عزّ الدولة ومَلكَ عَضُدُ الدولة سنة ٣٦٧ أخذه ثم أطلقه وأمره (١) بإنشاء كتاب في أخبار الدَّيلمية، فأنشأ كتاباً بليغاً سمَّاه "التاجي" (٢) وله كتاب في "المثلثات". ثم اختلف به الأيام ما بين رفعٍ ووضع (٣) وقَيدٍ وإطلاقٍ إلى هلاكه وكان متشدداً في دينه وكان قد حفظ القرآن وكان يصوم رمضان. ولما مات ولم يُسْلِم رثاه الشريف الرَّضي (٤) وعابه (٥) الناس [لكونه شريفاً يرثي صابئاً]، فقال: إنما رثيتُ فضله. ذكره ابن خَلِّكان.

١٢٩ - أبو إسحق إبراهيم بن يحيى بن عُثمان بن محمد الكَلْبي، المعروف بالغزِّي الشاعر (٦)، المتوفى بين مرو وبَلْخ، سنة أربع وعشرين وخمسمائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

سمع بدمشق من نَصْر المقدسي وأقام ببغداد سنين يَمْدَح ويرثي، ثم رحل إلى خراسان وانتشر شعره وله "ديوان" مشتمل على ألف (٧) بيت. ولما مات نُقل إلى بَلْخ ودفن بها.

وذكر ابن النجار: (٨) أن اسم أبيه عثمان بن عباس بن محمد الأشهبي الغزِّي. ذكره ابن خَلِّكان.

١٣٠ - الشيخ أبو إسحق إبراهيم بن يحيى بن المُبارك اليَزِيدي النَّحَوي البَصْري (٩)، المتوفى سنة خمس وعشرين ومائتين.


(١) في (م) والأصل: و"أمر" والتصحيح من "وفيات الأعيان" مصدر المؤلف.
(٢) قال ابن خَلِّكان: فقيل لعَضد الدولة: إن صديقاً للصابئ دخل عليه -يعني وهو يؤلف كتاب التاجي- فرآه في شغل شاغل من التعليق والتسويد والتبييض، فسأله عما يعمل، فقال: أباطيل أنمقها وأكاذيب أُلفقها، فحرّكت ساكنه وهيجت حقده ولم يزل مبعداً في أيامه".
وقد فصل الأمر وبيَّن ما جرى بتفصيل أكبر صاحب "معجم الأدباء".
(٣) في (م) "وخفض".
(٤) وذلك في قصيدته الدالية الشهيرة في "ديوانه" (١/ ٣٨١) ومطلعها:
أرأيت من حملوا على الأعواد؟ ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي؟
(٥) في "وفيات الأعيان" مصدر المؤلف "وعاتبه" وما بين الحاصرتين تكملة منه لتمام معنى الكلام.
(٦) ترجمته في "نزهة الألبا" (٣٧٨) و"تاريخ دمشق (٧/ ٥١ - ٥٤) و"خريدة القصر" (١/ ٤) (قسم الشام) و"وفيات الأعيان" (١/ ٥٧) و"مرآة الجنان" (٣/ ٢٣٠) و"الوافي بالوفيات" (٦/ ٥١) و"شذرات الذهب" (٦/ ١١٢).
(٧) ومن جيد شعره ما أورده ابن خَلِّكان في "وفيات الأعيان" وابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب".
(٨) في كتابه "ذيل تاريخ بغداد" وقد طبعت منه بعض الأجزاء في حيدر أباد الدكن بالهند تضم تراجم (حرف العين) فقط.
(٩) ترجمته في "إنباه الرواة" (١/ ١٨٩) و"تاريخ دمشق" (٧/ ٢٧٢) و"تاريخ بغداد" (٦/ ٢١٠) و"بغية الوعاة" (١/ ٤٣٤) و"الأعلام" (١/ ٧٩) و"معجم المؤلفين" (١/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>