للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلخي الأصل الإربلي المولد الدمشقي الدار الشافعي (١)، المتوفى بها في ٢٦ رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة عن ثلاث وسبعين سنة.

تفقه على والده بإربل، ثم انتقل بعد موته إلى الموصل وأخذ عن ابن يونس، ثم إلى حلب وأخذ عن ابن شدَّاد وغيره وقرأ النحو على ابن يعيش ولقي كبار العلماء وبرع في الأدب.

سمع "البخاري) من ابن مكرم وأجاز له المؤيد الطوسي.

قدم دمشق وهو شاب، فأخذ عن ابن الصلاح وغيره ورحل إلى مصر وسكنها.

وناب عن القاضي بدر الدين السنجاري. ثم ولي قضاء المحلة ثم قضاء الشام سنة ٦٥٩ إلى سنة ٦٩ فأقام سبع سنين معزولاً بمصر، مدرساً بالفخرية، ثم أعيد سنة ٧٠. ثم عزل سنة ٦٨٠ وبيده الأمينية إلى أن مات.

وكان كريماً، جواداً، ذكياً، أخبارياً، عارفاً بأيام الناس، حلو المحاضرة، بصيراً بالشعر.

صنَّف كتاب "وفيات الأعيان" (٢) وهو أحسن ما صنف فيه، يدل على سعة اطلاعه وكثرة فضائله، وكان قد جمعه بالقاهرة في سنة ٦٥٤ مع استغراق الأوقات في فصل القضايا.

وقد شنَّع عليه بعض المؤرخين، كابن كثير وغيره من جهة اختصاره تراجم كبار العلماء وتطويله في تراجم الشعراء والأدباء ولعل العذر عنه ما أشار إليه في الخطبة.

وكان حسن الصورة وقد أطنب الكندي في ترجمته وأطال.

قال السبكي: وله في الأدب اليد الطولى وكان يحفظ سبعة عشر ديواناً من الشعر. ومن شعره (٣):

يا رَبِّ إنَّ العبد يُخْفي عَيْبَهُ ... فاسْتُر بحلمكَ ما بدا من عَيْبهِ

ولَقَدْ أَتاكَ وَمالَهُ من شافِعٍ ... لِذُنوبهِ فَاقْبَلْ شَفاعَة شَيْبهِ

وله صحبة مع ابن الحاجب.

وولده: كمال الدين موسى (٤). ولد بالقاهرة سنة ٦٥١ ودرَّس في حياة أبيه وولي نظر الدواوين ومات سنة ٧٠٣. ذكره ابن حجر والسبكي وغيره.

وخلِّكان: بفتح المعجمة وكسر اللام المشددة. قاله الناجي، كذا رأيته بقلمه (٥).


(١) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (٧/ ٣٠٨ - ٣١٦) "وفوات الوفيات" (١/ ١١٠ - ١١٨) و"طبقات الشافعية الكبرى" (٥/ ١٤) و"النجوم الزاهرة" (٧/ ٣٥٣) و"شذرات الذهب" (٧/ ٦٤٧) و"الأعلام" (١/ ٢١٢) و"معجم المؤلفين" (١/ ٢٣٧).
(٢) وهو مطبوع عدة طبعات آخرها وأفضلها التي حقّقها (إحسان عباس) ونشرتها دار صادر ببيروت.
(٣) البيتان في "فوات الوفيات" (١/ ١١٧).
(٤) ترجمته في "الدرر الكامنة" (٤/ ٣٧٢).
(٥) وانظر التعليق على "شذرات الذهب" (٧/ ٦٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>