للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشهاب: هو من نسق من جواهر كلامه أكاليل در مالمنظومها سلك وجرت مياه البلاغة في رياض نظامه فذابت كذوب التبر أخلصه السبك، جمعت له الحظوظ من تلالها ووهادها وقيدت لديه القلوب بأزمة ودادها. وديوان شعره بالحجاز مشهور ودرر نثاره على أربابها منثور. انتهى.

٧٧٧ - الشيخ الأديب أحمد العناياتي الشامي (١)، المتوفى سنة [ألف وأربع عشرة].

ذكره الشهاب في "خبايا الزوايا" وقال: له حسب تليد وباع في المكارم مديد، يحار محاوره حتى يقول هذا شاعر بل ساحر. وهو الآن في جهة (٢) الشام غرة وفي رياضها النضرة زهرة. وقد حلى بحلل الزهد كماله فلم يحتفل بأمر غد ولم هي أمر يوميه نكد أم رغد، عف السريرة طاهر الأثواب، مرسلًا سرح قناعته في خمائل الخمول الرحاب ولم يألف سكنًا ولم يتخذ له سكنًا (٣)

فمن رأى من قبل هذا شاعرًا ... ليس له في الناس بيت يعرف

انتهى ما لخصته من كلامه.

٧٧٨ - العالم المولى تاج الدين أحمدي الكرمياني الحنفي الشاعر (٤)، المتوفى ببلدة أماسية سنة ٨١٥. ببلدة أماسية وقد جاوز الثمانين (٥). (واسمه إبراهيم ذكره شارح قصيدته المسماة بـ"حيرة العقلاء") (٦). قرأ ببلاده على علماء عصره، ثم دخل القاهرة واشتغل عند الشيخ أكمل الدين مع المولى الفناري، ثم عاد إلى بلده واتصل بالأمير ابن كرميان وصار معلمًا له. وكان الأمير راغبًا في الشعر، ثم صاحب مع الأمير سليمان بن السلطان با يزيد [العثماني] وتقرب عنده وحصل له جاء عظيم ونظم لأجله كتابه المسمى بـ"إسكندرنامه" ونظم كثيرًا من القصائد والأشعار ونظم "قصة جمشيد وخورشيد" و"سليمان نامه" أيضًا. ولما دخل الأمير تيمورلنك البلاد طلب المولى أحمدي ومال إلى مصاحبته وله مع الأمير المذكور مطايبة. قال ابن عربشاه: له "ديوان شعر" وكتاب يسمى بـ"مرقات الأدب" و"شرح قصيدة الصرصري" المصنعة شرحًا مفيدًا. قال: وكلامه يوازي كلام ابن نباتة في العربي. ذكره تقي الدين وصاحب "الشقائق".


(١) ترجمته في "خلاصة الأثر" (١/ ١٦٦ - ١٧٠) و"الأعلام" (١/ ٨٨) و"معجم المؤلفين" (١/ ١٥٠).
(٢) في "ريحانة الألبا": "جبهة" وجاء في هامشه في إحدى النسخ "جهة"
(٣) في (م) "مسكنا".
(٤) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٣٢) طبع بيروت وطبع إستانبول (٤٨ - ٤٩) و"الطبقات السنية" (٢/ ١٣٦) و"حدائق الشقائق" (٧٠ - ٧١) و"كشف الظنون" (١٣٤٠) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٥٢).
(٥) ما بين الحاصرتين انفردت به النسخة (م) إضافة على الهامش.
(٦) ما بين الحاصرتين ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>