للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحاب أجاب بلغته وسمع الناس. ونزل عليه جبريل -عليه السلام- أربع مرات وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب والحكمة والرياضي والطبيعي والإلهي وأسرار الفلك. وأول من خاط الثوب ولبسه وكانت قبلته إلى جهة الجنوب وبنى الهياكل ونظر في الطيب وأنذر بالطوفان. فبنى الأهرام والبراني باخميم وصور فيها الصناعات ونسب إليه الرمل أيضًا على قول. قال البيضاوي (١) في تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: ٥٧] يعني شرف النبوة والزلفى عند الله وقيل: الجنة وقيل: السماء السادسة والرابعة. وفي حديث الإسراء أن رسول الله -عليه السلام- مرَّ به وهو في السماء الرابعة (٢). واختلفوا في موته ولم يزل أصحابه على شريعته حتى انقرضوا وكان تلميذه اسقلينوس (٣) (٨٥/ أ- ب) أقوى الملوك حزبًا، وولد له متوشلخ وقيل إن لاب الذي وضع الاصطرلاب وبنى مدينة حلب ولده. والله أعلم.

٧٨٢ - العالم الفاضل إدريس بن حسام الدين بن علي البدليسي (٤)، المتوفى بقسطنطينية في حدود سنة ثلاثين وتسعمائة.

كان موقعًا لديوان العجم، قدم الروم بعد ظهور ابن حيدر، فأكرمه السلطان بايزيد خان وعين له زعامة (٥) فأنشأ "تاريخ آل عثمان" بإشارته إلى زمانه وسماه "هشت بهشت". وله قصائد ورسائل منها "رسالة في جواز الخروج عن موضع الوباء". وكان فاضلًا منشئًا من نوادر الدهر، صار قاضيًا بعسكر العرب والعجم في الدولة السليمية ودبر في تسخير ديار بكر وبلاد الأكراد للسلطان سليم خان فأحسن وسيأتي ولده أبو الفضل محمد.

٧٨٣ - الشريف إدريس بن قتادة بن إدريس الحُسيني المكي (٦)، أمير مكَّة المتوفى بها مقتولًا في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وستمائة، وصارت مدة إمارته سبع عشرة سنة شريكًا لابن أخيه أبي نمي، ثم انفرد بها وقتًا يسيرًا، ثم التقيا فظفر أبو نمي به وقطع رأسه، كذا في "منتخب المنهل".


(١) انظر "تفسير البيضاوي" (١ - ٢٠٥) تقديم محمود الأرناؤوط، طبع دار صادر ببيروت.
(٢) قطعة من حديث رواه مسلم رقم (١٦٢) وفيه النص على السماء الرابعة. رواه البخاري رقم (٣٣٤٢) دون نص على السماء الرابعة من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٣) انظر ترجمته في "تاريخ الحكماء" (٨/ ١٥).
(٤) ترجمته في "الشقائق النعمانية" طبع إستانبول (٣١٤) و"حدائق الشقائق" (٣٢٧ - ٣٢٨) و"كشف الظنون" (٨٧٦، ٨٤١، ٨٤٠) و"إيضاح المكنون" (١/ ٤١٠) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٢١٧).
(٥) الزعامة إقطاع كبير من الأرض يدر دخلًا يتراوح بين عشرين إلى مائة ألف أقجه سنويًا.
(٦) ترجمته في "المنهل الصافي" (٢/ ٢٨٧) و"الدليل الشافي على المنهل الصافي" (١/ ١٠٢) و"العقد الثمين" (٣/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>