للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٩٣ - أردشير بن هرمز بن نرسي (١)، العاشر من الساسانية. ملك بعد أخيه شابور، بوصية (٩٦ / أ - ب) منه لأن ولده كان صغيرًا، فلما كبر خلعه وملك بعده. كذا في "إحياء الدول".

٧٩٤ - المعلم الأول أرسطاطاليس ويقال أرسطو طاليس بن نيقوماخس الهجراسي الفيثاغوري (٢)، فيلسوف الروم، المتوفى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وخمسة آلاف من الهبوط في ابتداء ملك بطلميوس بن لاغوس وعمره سبع وستون أو ثمان وستون. ومعنى أرسطو الفضيلة وطاليس التام فالمعنى تام الفضيلة. وقيل: قاهر الخصم. وقد يرخَّم فيقال أرسطو، وكان أصله من بلد اسمه أسطاشيرا واسم أمه أقسطيا وكان أبوه طبيبًا لأبي الإسكندر من أولاد راسقلينوس. ولما مات أبوه سلمة وصيه إلى أفلاطون، فلبث في التعليم عشرين سنة إلى أن صار رئيس المشائين وكان خليفته على دار التعليم، ثم لما توفي أفلاطون سار إلى أرمنيس الوالي باورليس ولبث عنده إلى أن مات فرجع إلى أثينا مدينة الحكماء، فأرسل إليه فيلقس يدعوه إلى ماقدونيا فلبث بها يعلم إلى أن تجاوز الإسكندر بلاد آسيا فرجع إلى أثينا وأقام في لوقيون عشر سنين، ثم إن بعض الكهنة أراد السعاية به بأنه لا يعظم الأصنام، كما ذكره في كتابه إلى أنطيطرس فخرج إلى بلاده وهي خلقيديقي فأقام بها إلى أن توفي. ذكره بطلميوس في "سيرة أرسطو"، قيل: كان أفلاطون لا يتكلم في الدرس حتى يحضر وربما عبر عنه بالناس مرة وبالعقل أخرى وكان كثير التلاميذ من الملوك وأبنائهم وغيرهم وقام بعده في سجادته للتعليم ابن خالته ثاوفرطس وخلف ابنًا صغيرًا يقال له نيقوماخس وابنة صغيرة ومالًا كثيرًا. وكان أبيض حسن القامة عظيم العظام صغير العينين كث اللحية أشهل أقنى صغير الفم عريض الصدر، يقف عند كل كلمة قليل الجواب، ينتقل في أوقات النهار في الفيافي والأنهار، محب لاستماع الألحان، معترف بموضع الإصابة والخطأ وانتهت إليه فلسفة اليونان وهو خاتم حكمائهم وسيد علمائهم وهو أول من أسس بنيان الحكمة وشيد أركانها، تصدى لتمهيد قواعده وتقرير دلائله إذ لم يكن قبل إلا رسائل متفرقة مرموزة تشبه الألغاز والتعمية لأنهم كانوا يكتمون الحكمة عن غير أهلها ولا يعلمونها غير أبناء الحكماء والملوك فيتوارثونها وعرض على أفلاطون فغضب عليه، فقال: أتريد أن تفشي سر الحكمة؟ فقال: لا بل أودع فيه مبادئ لا يطلع [عليها] (٣) غير أهلها فأجازه، فجمع جميع أنواع الحكمة في كتابه بتحرير مسائلها، ثم إنه استخرج المنطق بقوة قريحته وجودة طبيعته ليكون آلة لتحصيل العلوم


(١) ترجمته في "فذلكة" ورق (٥٥ أ).
(٢) ترجمته في "إخبار العلماء بأخبار الحكماء" (٢١) و"عيون الأنباء" (١/ ٥٤ - ٥٩) و"الملل والنحل" (٢/ ١٢٨ - ١٤٠).
(٣) زيادة منا لتمام معنى السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>