للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بطن واحد، أحدهما العيص والآخر يعقوب وكانت ولادتهما في زمن إبراهيم عليه السلام، فنشأ يعقوب بالرحمة واللين، فصار صاحب زرع وماشية فدعا له أبوه بالنبوة والرئاسة على إخوته ودعا للعيص بالملك وبقاء النسل فهو أبو الروم كلهم وبني الأصفر واليونان أيضًا والأرمن وأما بنو إسرائيل فهم أولاد يعقوب -عليه السلام-.

٨٢٣ - الإمام العلاَّمة ذُو الفُنُون أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن مَاهَان بن بهمن [بن نسك] التَّميمي الأَرَّجَاني، المعروف بابن النَّديم الموصلي (١)، المتوفى في رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين، عن خمس وثمانين سنة.

كان من ندماء الخلفاء، لكونه صاحب الموسيقى والشعر الرائق (٢) والتصانيف الأدبية، مع الفقه واللغة وأيام الناس، وله الظّرف والخلاعة. وله يد طولى في الحديث. كتب عن سفيان بن عُيينة ومالك بن أنس وأبي معاوية وأخذ الأدب عن الأصمعيّ وأبي عبيدة وأبي العيناء وولده وآخرين.

صنَّف كتاب "الأغاني" وكان مليح المحاورة وكان الخلفاء يكرمونه ويقربونه وكان المأمون يقول: لولا (٨٩ / أ- ب) اشتهاره بالغناء لولّيته القضاء، فإنه أولى وأَعَفّ وأكثر دينًا وأمانةً من هؤلاء الفضاة. ذكره الذهبي وابن خلِّكان.

٨٢٤ - الإمام الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن عطية بن مُرَّة بن كعب الحنظلي التّمِيمي المَرْوَزيّ، المعروف بابن رَاهَوَيه النَّيسابوري الشافعي (٣)، أحد أركان المحدثين وعَلَمٌ من أعلام الدين، المتوفى بنيسابور في ليلة النصف من شعبان سنة سبع وثلاثين ومائتين، عن سبع وسبعين سنة.

كان ممن جمع بين الفقه والحديث والحفظ والإتقان والصِّدق والورع.

طاف بلاد خراسان والعراق والحجاز واليمن والشام، في طلب العلم. فسمع خلائق.


(١) ترجمته في "الأغاني" (٥/ ٢٤٢) و"تاريخ دمشق" -طبعة دار الفكر- ببيروت (٨/ ١٤٢ - ١٦٥) و"طبقات ابن المعتز" (٥/ ٢٦٨) و"تاريخ بغداد" (٦/ ٣٣٨) و"إنباه الرواة" (١/ ٢١٥) و"معجم الأدباء" (٦/ ٥) و"وفيات الأعيان" (١/ ٢٠٢) و"سير أعلام النبلاء" (١١/ ١١٨) و"الوافي بالوفيات" (٨/ ٣٨٨ - ٣٩٣) و"تهذيب تاريخ دمشق" (٢/ ٤١٤) و"شذرات الذهب" (٣/ ١٦١) و"الأعلام" (١/ ٢٩٢) و"معجم البلدان" (١/ ٣٣٨).
(٢) فمن شعره ما كتبه إلى هارون الرشيد على ما ذكره ابن خلّكان في "وفيات الأعيان":
وآمِرِةٍ بالبخل قلت لها اقصري ... فليس إلى ما تأمرين سبيلُ
أرى الناس خلّان الجواد ولا أرى ... بخيلًا له في العالمين خليلُ
هاني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيلُ
(٣) ترجمته في "وفيات الأعيان" (١/ ١٩٩) و"جامع الأصول" (١٣/ ٧٧) و"الوافي بالوفيات" (١/ ١٩٩) و"العبر" (١/ ٤٢٦) و"شذرات الذهب" (٣/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>