للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إمامًا في اللغة والأدب، حسن الخط وهو مع ذلك من فرسان الكلام والأصول.

رحل وطاف، فقرأ على أبي علي الفارسي والسِّيْرَافي بالعراق ونزل بلاد ربيعة ومضر لأخذ اللغة، ثم عاد إلى خراسان وأقام بنيسابور ملازمًا للتدريس والتأليف وتعليم الخط وكتابة المصاحف، وله "مقدمة في العروض" و"مقدمة في النحو".

روي أنه صعد سطح الجامع وزعم أنه يطير، فوقع فمات وبقي آثاره في المسودة [غير منقح ولا مبيض] (١) فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق.

٩١٢ - شاه إسمعيل بن حيدر بن جنيد بن إبراهيم بن علي بن موسى ابن الشيخ صفي الدين إسحاق الأَرْدَبِيلي (٢)، الإمام الأول [للدولة] الصفوية (٣)، المتوفى بأردبيل في ١٩ رجب سنة ثلاثين وتسعمائة، عن ثمان وثلاثين سنة.

ولد بأردبيل سنة ٨٩٢ وأمه بنت الحسن الطويل، ولما قتل أبوه الشيخ حيدر في المعركة أسر إسمعيل مع أخوته وهو طفل وحبس في قلعة إصطخر إلى أن توفي السلطان يعقوب سنة ٨٩٢ وتفرقت الكلمة بين أولاده، فهرب أولاد الشيخ حيدر إلى لاهجان ودخل إسمعيل في بيت صائغ يقال له نجم زركر وبها كثير من الروافض، فتعلم منهم إسمعيل في صغره مذهب الرفض، ثم كثر أتباعه فخرج من لاهجان بأنه يريد أخذ ثأر والده في أواخر سنة خمس وتسعمائة، فغلب على شروانشاه وقتل هو في المعركة وهرب ولده شيخ شاه إلى كيلان.

وكان ذلك أول فتوحاته، ثم قاتل الأمير الوزير المستولي على أذربيجان بنخجوان، فهزمه أيضًا واستولى على خزائنه وسار إلى تبريز فدخلها سنة ٩٠٦ وبويع له بالسلطنة وخطب الخطباء باسمه على مذهب الإمامية، ثم هَزَمَ مراد بك ابن السلطان يعقوب وأخذ خزائنه، ثم صار لا يتوجه إلى بلاد إلا يفتحها ويقتل جميع من فيها وينهب أموالهم، إلى أن مَلَكَ أذربيجان وعراق العرب والعجم وخراسان وكاد أن يدعي الرّبوبية وكان يسجد له عسكره وقتل خلقًا لا يحصون بحيث لم يُبق أحدًا من علماء أهل السُنَّة وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم وأخرج عظامهم من القبور وأحرقها، إلى أن كسره السلطان سليم خان سنة


شهبة" (١/ ٢٦٢ - ٢٦٥) و"لسان الميزان" (١/ ٤٠٠ - ٤٠٢) و"النجوم الزاهرة" (٢/ ٤٠٧ - ٢٠٨) و"المزهر" (١/ ٩٧ - ٩٩) و"بغية الوعاة" (١/ ٤٤٦ - ٤٤٨) و"مفتاح السعادة" (١/ ١٠٠ - ١٠٣) و"شذرات الذهب" (٤/ ٤٩٧ - ٤٩٨).
(١) ما بين الحاصرتين مثبت من "بغية الوعاة" مصدر المؤلف في نقله مع بعض التصرف.
(٢) ترجمته في "فذلكة" ورق (٢٥٩ ب - ٢٦١ ب) "تاريخ دول الإسلام" (٣/ ١٨١ - ١٨٣) و"تاريخ الدولة العلية العثمانية" (١٨٨ - ١٩٠) بتحقيق إحسان حقي.
(٣) في (م) "الإمامي أول الصفوية".

<<  <  ج: ص:  >  >>