للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيرتهما ولما عوفيا لم يقم عندهما تنزهاً عن الدنيا. فلما نظر في الطب ووجده قد كاد أن يبيد لقلة الأبناء المتوارثين له من آل إسقلبيوس رأى أن يذيعها في جميع الأرض ويعلّمها المستحقين والغرباء فعلّمهم وعهد إليهم عهوداً وأحلفهم أن لا يخالفوا ما شرطه عليهم وأن لا يعلمّوه أحداً إلا بعد أخذ العهد عليه ويقال إنه أول من بنى البيمارستان وسمّاه أخشيندوكهن أي مجمع المرضى واستنبط أجناس الأمراض.

وكان ربعة، أبيض، أشهل العينين، حسن الصورة، غليظ العظام، معتدل اللحية أبيضها، منحني الظهر، عظيم الهامة، بطيء الحركة، كثير الصوم.

وهو أول من دوَّن الطب وجعل أسلوبه في كتبه على ثلاث من طرق التعليم: على سبيل اللغز، على غاية الإيجاز، على التساهل والتبيين، قال: ووجدنا من كتبه نحو ثلاثين كتاباً والذي يدرس منها اثنا عشر كتاباً: "الأجنة"، كتاب "طبيعة الإنسان" كتاب "الأهوية والبلدان"، كتاب "الفصول"، كتاب "تقدمة المعرفة"، كتاب "الأمراض الحادة"، كتاب "أوجاع النساء"، كتاب "الأمراض الوافدة"، كتاب "الغذاء" ... كتاب "حانوت الطبيب"، كتاب "الكسر والجبر". وله غير ذلك.

وخلّف من الأولاد والتلاميذ أربعة عشر: أولاده ثاسلوس ودراولان و [من] تلاميذه لاون (١) وماسرجس وقوكومش وسيكفوس المفسّر. ومعنى بقراط: ضابط الخيل وقيل ماسك الصحة وقيل ماسك الأرواح. وسئل ثابت بن قرة كم البقراطون فقال الأول الذي من نسل اسقلانبيوس وهو المشهور المذكور والثاني هو بقراط بن برقليدس وبينه وبين الأول تسعة أباء قيل بينه وبين اسقلبيوس تسعة آباء والثالث هو بقراط بن دراقر ومنه إلى اسقلبيوس أحد عشر جدَّاً والرابع هو ابن عم بقراط الثالث ولما وقف المترجمون على كتبهم خرجوها ولم يميزوا واحداً منهم. ذكره ابن القفطي في "مختصر تاريخ الحكماء" وصاحب "عيون الأنباء".

١١٠٦ - الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن بَقِيُ بن مَخْلَد بن يَزيد القُرْطُبي (٢)، المتوفى في رمضان سنة ست وسبعين ومائتين، عن خمس وسبعين سنة.

رحل ولقي الكبار وسمع عن خلق، بلغ عدد شيوخه إلى مائتين وأربعة وثمانين وعني بالأمير (٣).


(١) انظر "إخبار العلماء بأخبار الحكماء" وفيه: (لاذن).
(٢) ترجمته في "الوافي بالوفيات" (١٠/ ١٨٢) و"تاريخ علماء الأندلس" (١/ ١٠٧) و"بغية المتلمس" (٢٩٩) و"جذوة المقتبس" (١٦٧) و"تذكرة الحفاظ" (٦٢٩) و"نفح الطيب" (٢/ ٥١٨) و"طبقات الحفاظ" (٢٧٧) و"شذرات الذهب" (٣/ ٣١٨).
(٣) جائت هذه العبارة في "الوافي بالوفيات" الذي لخص عنه المؤلف على شكل: وعني بالأثر عناية عظيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>