للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز وما رأيت أحدًا أعلم بتفسير الحديث من سفيان، وعن أحمد مثله.

قال الذهبي: اتفقوا على الاحتجاج به لحفظه وأمانته وكان مدلّسًا (١) لكن عن الثقات. وقد حجَّ ستين حَجَّةٍ وكان سفيان يقول: أول من أنفذني للحديث أبو حنيفة وروي عنه أنه قال في آخر حَجَّةٍ: وافيت هذا الموضع ستين مرة في كل مرة أقول: اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وقد استحييت من الله من كثرة ما أسأله فتوفي في السنة الداخلة، روَّح الله روحه وله "تفسير".

١٨٩٥ - سفيان بن وهب (٢).

١٨٩٦ - الحكيم الفاضل سقراط الإلهي ابن سقرونقس ويعرف بسقراط الجبّ (٣)، لأنه سكن جبًّا وهو الدين مدة عمره، أستاذ أفلاطون. ومعنى اسمه المعتصم بالعدل، مات بالسم في حبس ملك اليونان وله مائة وبضع سنين وخلّف اثني عشر ألف تلميذ. كان مولده ومنشؤه ووفاته بأثينة ولما ألزم التزويج على عادتهم في إلزام الأفاضل ليبقى نسله بينهم، طلب تزويج المرأة السفيهة التي لم تكن في بلده أسلط منها ليعتاد جهلها والصبر على سوء خلقها، ليقدر أن يتحمل جهل العامة والخاصة وكان من رأيه أن لا يستودع الحكمة الصحف والقراطيس تنزيهًا لها ولم يصنّف كتابًا وكان يقول: لا ينبغي لنا أن نستودعها إلا الأنفس الحَيَّة وكان من تلاميذ فيثاغورس، اقتصر من الفلسفة على العلوم الإلهية وكان زاهدًا، أعرض عن ملاذ الدنيا وأعلن مخالفة اليونانيين في عبادتهم الأصنام وقابل رؤسائهم بالحِجاج فثوَّروا العامة عليه واضطروا ملكَهم إلى قتله فأودعه السجن، ثم سقاه السُّمَّ. وله وصايا شريفة وآداب فاضلة وحكم مشهورة ومذاهب في الصِّفات قريبة من مذاهب فيثاغورس. كذا في "عيون الأنباء".

١٨٩٧ - سقراطون، من تلاميذ أسقلنيوس وهو من ولده وقرابته. ولم يزل الطب ينتقل من هؤلاء التلاميذ إلى أن ظهر غورس.


(١) التدليس: أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمع منه، وعمن عاصره ولم يلقه موهمًا أنه سمعه منه. مثال ذلك قول علي بن خشرم: كنا عند سفيان بن عيينة، فقال: (قال الزهري كذا) فقيل له: أسمعت منه هذا؟ قال: "حدثني به عبد الرزاق عن مَعْمَر عنه". عن "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث" للشيخ أحمد محمد شاكر (١/ ١٧٢ - ١٧٣)، طبع مكتبة المعارف بالرياض.
(٢) ترجمته في "الأعلام" (٣/ ١٠٥).
(٣) ترجمته في "عيون الأنباء" (١/ ٤٣ - ٤٩) و"كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء" (١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>