للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلف ذئب في الصيد فسقط عن فرسه وتوفي بعد أيام وكان قد عزم على إخراج الحنابلة من بلده فدعى عليه بعض صالحيهم فهلك سريعًا. وكان جميلا عفيفا ودفن بالقرافة عند الإمام الشافعي عن سبع وعشرين سنة وهو أصغر من الأفضل والمظفر ومدته نحو ست سنين].

٢٨٩٢ - عثمان [خان ابن السلطان أحمد خان (١)، مولده في جمادى الآخرة سنة ١٥١٣ وتولى الملك بعد عمه في غرة ربيع الأول سنة ١٠٢٧ ... وفي الثامن من شهر رجب لما شاع بين الناس أن السلطان يريد سفر الحجاز وقع الهرج والمرج فخرجوا عليه وقتلوا أركانه ثم دخلوا إلى حرمه وأخرجوه فركب غرابه على هيئة من أحاد الناس فسيروه وحبسوه في حجرات البكتاشيين ثم أخرجوا عمه السلطان مصطفى وأجلسوه وهو مسلوب العقل. وقد عين داود باشا لخدمة الوزارة فأخذ السلطان من مسجد الوسط وأرسله إلى [سجن] القلال السبع ليلا ثم أمر بخنقه فخنقوه ودفن في صبيحة ذلك اليوم عند أبيه وله من العمر تسعة عشر سنة ومدة سلطنته أربع سنين وشهر وكان شابا شجيعا فارسًا مخلصه فارسي باشر بنفسه في نهي الخلق عن المنكرات فازداد غيظ الأشراء عليه فترصدوا له الفرصة حتى نقموا منه ولم يمض كثير، حتى سلط الله عليهم أخاه فاستأصلهم وهلك كل من سعى بالفساد في ذلك اليوم ولم يفلت منهم أحد].

٢٨٩٣ - عُمْدَة المُحَقِّقين نظام الدين عثمان [بن عبد الله] المعروف بدانشمند مادر زاد، مولانا زاده الخِطَائِي (٢)، المتوفى بسمرقند في ربيع الأول سنة ٩٠١ إحدى وتسعمائة عن ....

قرأ على ..... وَمَهرَ في الفنون ودرّس فأفاد وصنَّف فأجاد، وانتفع به الطلبة مدة تدريسه بسلطانية هَرَاة. ومن تحريراته الرائقة "حاشية المطوّل" و"حاشية المختصر". وكان ذكيًا إلى الغاية، لمع في الاستحضار إلى النهاية، ولذلك كان الشيخ الأفخم الخواجه عبيد الله يحبه ويخصّه بصحبته الخاصة من بين أصحابه، وكان يكتفي به في الأسفار عن حمل الكتب والأسفار. وكان حسن الأخلاق، طيّب الأعراق، متواضعًا. ولما مات أرّخ القاضي اختيار وفاته [بالفارسية] بقوله:


(١) انظر: "فذلكة" ورق (٢٠٦ ب -٢٠٧ أ) وما بين الحاصرتين منه.
(٢) ترجمته في "هدية العارفين" (١/ ٦٥٦) وعنه استدركنا اسم والده و"كشف الظنون" (١/ ٣٦٢) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٣٦٢) و"مجلة المورد" (٣/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>