للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ في بلاد العجم وحصّل العلوم العقلية والنقلية فَمَهَرَ، ثم أتى بلاد الرُّوم فأكرمه السلطان مراد خان وأعطاه مدرسة أبيه ببروسا، ولما فتح السلطان محمد خان قسطنطينية جعل الكنائس مدرسة وأعطاه واحدةً منها بمائة [درهم]، وعيّن له قرية مشهورة بمدرس كوي، ثم لما بنى الصحن نقل إليه، وربما حضر السلطان في درسه ثم أعطاه مدرسة والده بأدرنة وأمر المولى المذكور والمولى خواجه زاده أن يصنّف كتاباً للمحاكمة بين "تهافت" الغزالي والحكماء فأتمه خواجه زاده فم أربعة أشهر والمولى الطّوسي في ستة أشهر وسمى كتابه بـ"الذخر" وفضلوا كتاب المولى خواجه زاده على كتابه وأعطى السلطان لكل منهما عشرة آلاف درهم وزاد لخواجه زادة بغلّة نفيسة، وكان ذلك هو السبب في ذهاب المولى الطّوسي إلى بلاد العجم. وفي بعض التواريخ أن تلك الزيارة كانت من قبل الوزير محمود باشا فكان أحد أسباب قتله، ثم أنه ذهب إلى ما وراء النهر ووصل إلى خدمة الشيخ خواجه عُبيد الله وحصّل هناك ما حصّل وله حواشٍ على "شرح المواقف" وعلى "حاشية شرح العضد" للسيد وحواشٍ على "التلويح" وعلى "حاشية الكَشَّاف" للشريف وعلى "حاشية شرح المطالع الكبرى" وله شرح مطبوع فارسي لـ"المطالع" مشتمل على تدقيقات ألفه بأمر السلطان محمد خان. ذكره صاحب الشقائق وغيره.

٣٢٧٥ - المولى الفاضل علاء الدين علي العربي (١)، المتوفى مُفتياً بقسطنطينية سنة إحدى وتسعمائة. كان من ناحية كوندزلو من نواحي أنطاكية، قرأ على علماء بلده وقدم الروم فقرأ على المولى الكُوراني ثم وصل إلى خدمة المولى خضر بك فحصّل عنده علوماً كثيرة، ثم صار مدرِّساً بأدرنة وصنَّف هناك "حواشي شرح العقائد" وهي تصنيف نازل، ثم صار مدرِّساً ببروسا وأخذ التّصوف من الشيخ علاء الدين الخَلْوَتي ثم نُفي هو فذهب مع شيخه إلى مغنيسا فاشتغل هناك غاية الاشتغال في علمي الظّاهر والبَاطِن، فَنَال ما نال وظهر منه كرامات، ثم صار مدرِّساً بإحدى الثمان، وكان يعظ في كل جمعة ويذكر مع المريدين، ثم صار مفتياً بفسطنطينية وعُيِّن له تسعون درهماً. وكان عالماً بالعلوم العقلية والشرعية، وكان كتاب "التلويح" في حفظه وكان طوالاً (٢)، عظيم اللّحية، قوي المزاج. وقد ولد له من صلبه تسعة وتسعون نفساً وخلّف منهم عشراً، وله حواشي على "المقدمات الأربع" أحدهما مُفَصّل والآخر ملخص منها. ذكره صاحب "الشقائق".


الطوسي) ووفاته فيها جميعاً سنة (٨٧٧).
(١) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٩٢) طبع إستانبول (١٥٠) و"حدائق الشقائق" (١٧١ - ١٧٦) و"شذرات الذهب" (١٠/ ١٠) و"فذلكة" ورق (٢١١ أ) و"الفوائد البهية" (١٤٦) و"هدية العارفين" (٢/ ٤٧٦).
(٢) في الشقائق التي نقل عنها المؤلف "وكان رجلاً طويلاً .... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>