للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلو مرتبته، في الحديث والفقه وكان ثقةً، كثير الحديث.

وقال الشافعي: هو أفقه من مالك إلّا أن أصحابه لم يقوموا به.

وكان عربي اللّسان، يُحسن القرآن والنحو ويحفظ الشعر والحديث، وكان من الكرماء الأجواد. روي أن الإمام مالكًا أهدى إليه صينية فيها تمرٌ فأعادها إليه مملوَّة ذهبًا. وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج ويعمل فيه الدنانير ليتحصل لكل من أكل من صاحبه. وقبره أحد المزارات بالقَرَافَة وله سرٌّ ظاهر، نفعنا الله به.

قال محمد بن رمح صاحبه: كان دَخْلُ اللَيث ثمانين ألف دينار، يعني في السنة. وما وجبت عليه زكاة قط انتهي. ذكره تقي الدين.

٣٦٦٥ - ليلى بنت عبد الله الأخْيَليَّة (١)، [الشاعرة المشهورة، كانت من أشعر النساء، لا تقدَّم عليها سوى الخنساء] (٢).

* * *


(١) ترجمتها في "الأغاني" (١١/ ٢٠٤) و"الشعر والشعراء" (١/ ٣٥٩) و"معجم الشعراء" للمرزباني (٢٣٢) و"وفيات الأعيان" (٢/ ٤٧) و"فوات الوفيات" (٣/ ٢٢٦) و"الوافي بالوفيات" (٨/ ٢٥ - ١٢) وتكملة الترجمة عنه و"الأعلام" (٥/ ٢٤٩).
(٢) ومما أورده الصفدي من شعرها في "الوافي بالوفيات" قولها:
لعمرك ما بالموت عارٌ على الفتى ... إذا لم تُصبه في الحياة المعايرُ
وما أحد حيٌّ وإن عاش سالمًا ... بأخلد ممَّن غيّبته المقابرُ
ولا الحيُّ مما أحدث الدهر مُعْتَبٌ ... ولا الميت إن لم يصبر الحيّ ناشرُ
وكل جديد أو شباب إلى بلَى ... وكل امرئٍ يومًا إلى الله صائرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>