للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ستين سنة.

قرأ العربية على المجد التّونسي والفقه على ابن تيمية، فأمَّ بالجوزية ودرَّس بالصّدرية وسمع الحديث، وكان جرئ الجنان واسع العلم، من الأئمة الكبار في التفسير والحديث والفقه والأصلين والعربية. وغلب عليه حبّ ابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله. وهو الذي هذّب كتبه ونشر علمه واعُتقل معه بالقلعة (١) بعد أن أُهين وطيف على جَمَلٍ [مضروبًا بالدُّرَّة]، فلما مات (٢) أُفرج عنه. وكان ملازمًا للاشتغال ليلًا ونهارًا، كثير العبادة. وكان مغرى بجمع الكتب، وله من التصانيف "زاد المعاد" و"مفتاح دار السعادة" و"تهذيب سنن أبي داود" و"إعلام الموقعين" و"شرح منازل السائرين" و"جلاء الأفهام" (٣) و"مصائد الشيطان" و"حادي الأرواح" و"الصواعق المرسلة" وغير ذلك. ذكره ابن حجر والسيوطي.

٣٧٥٨ - الإمام شرف الدين أبو الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس بن عبد الرحمن القرشي العُثْماني المَرَاغي القاهري الأصل المدني الشافعي (٤)، المتوفى بمكّة في محرم سنة تسع وخمسين وثمانمائة وله أربع وثمانون سنة.

ولد بالمدينة ونشأ بها، فقرأ على شيوخ بلده والقادمين عليها، منهم الأبناسي وأبوه

والعراقي والهيثمي والبرهان بن فرحون والجلال الخُجَنْدي، وبالقاهرة على الدّميري، وبمكة على ابن ظهيرة وجاور بها ودخل اليمن مرارًا واجتمع بفقهائها ولبس الخرقة من إسمعيل الجبرتي، وتقي المجد الشِّيرازي والخزرجي والكَرْمَاني الشارح وآخرين ذكرهم في "مشيخته". وتفقّه بوالده وأخذ الأصول عن الولي العراقي، والحديث عن العراقي وكتب كثيرًا بخطٍ حسنٍ وبرع في الفنون وشرح "المنهاج الفرعي" شرحًا حسنًا سماه "المشرع الرّوي" واختصر "فتح الباري" لابن حجر وسمّاه "تلخيص أبي الفتح " وحدَّث باليمن ودرَّس بها وبالمدينة وتوطن بمكة لما قتل أخوه سنة ٤٤ [٨] إلى أن مات -رحمه الله-.


الأحمد" (٥/ ٩٢) و"معجم المؤلفين" (٣/ ١٦٤) و"بغية الوعاة" (٦/ ١ - ٦٣) و"شذرات الذهب" (٨/ ٢٧٨) و"النجوم الزاهرة" (١٠/ ٢٤٩).
(١) أي بقلعة دمشق.
(٢) يعني شيخه ابن تيمية.
(٣) حققه شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط ونشرته مكتبة دار العروبة بالكويت.
(٤) ترجمته في "هدية العارفين" (٢/ ٢٠٠) و"نظم العقيان" (١٤٠) و"الضوء اللامع" (٧/ ١٦١) و"البدر الطالع" (٢/ ١٤٦) و"الأعلام" (٦/ ٥٨) وانظر تعليق الزركلي عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>