للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن البقية الباقية من مؤلفات أبي عثمان الجاحظ تلقي بعض ضوء على أحوال القوم وأخبارهم وتدلنا على مبلغ وصولهم إلى نواحي الثقافة العربية وأعماقها.

وكان صانع هذا الديوان صاحبنا الدكتور نبي بخش نزح إلينا بعليكَره والتحق بقسم العربية وبقي أكثر من أربع سنوات (١٩٢١ - ١٩٢٥ م) حاز فيها رتبة المجستير وجمع مواد وافرة لتقديم أطروحة للدكتوراه في تاريخ الدولة العربية ببلاده (السند) إلى عهد المتوكل.

فبحث عما حصلنا عليه من الدواوين ومؤلفات اللغات والأنساب والآداب والأخبار، ونقب عنها تنقيبًا يقل نظيره واقتطف منها نتفًا متشتتة -حتى تسنى له أن يضيف إلى فتوح البلاذري والرحلات المطبوعة والتواريخ المعروفة حقائق انقبلت في عامتها وراجت أغلاطها في سوقها. وهذا عمل عظيم وجهد نبيل يقدر العارفون قدره ويعترفون بمزيته.

وبينما كنا فيما نحن بصدده إذ أشرت عليه أنه لو جمع ما انتشر من أشعارهم في المجاميع لجاء ديوانًا صغيرًا يدل على مجهود القوم ونصيبهم في الأداب العربية حتى يكون فيه سداد من عوز. واخترنا أبا عطاء. فصنع ديوانه وأنفذه للطبع إلى مجلة الثقافة الإسلامية بحيدرآباد الدكن. ثم قضى له أن غادرنا توّا إلى أميركا دون أن يشرف على طبعه.

فكتب إليّ صديقي الدكتور عبد المعيد خان مدير المجلة أن أقوم بالإشراف عليه بعد رحيل صانعه الراحل. فراجعت التجارب وأصلحت بعض أودها وكتبت عليها بعض نكت.

وهذه طبعة ثانية. وقد صدر في مدة ١٥ عامًا ما لا يستهان به من النوادر الأدبية ولكنها لا تحوي من شعره على ما يعظم فائدته ويزيد فيه زيادة محسوسة. تصدر من موطن أبي عطاء نفسه حيث صرنا ناقلة الهند ومعنا صانعه الدكتور وهو هندي صليبة.

وأنا أقدر مجهوده وعنايته بعمله هذا وأدعو الله له أن ينشطه لإخراج تاريخه العظيم الذي ما زلنا نرقبه منذ ١٥ عامًا والله يوفقه وييسر له كل ما لم يقف عليه إذ ذاك.

الداعي عبد العزيز الميمني

أول سنة ١٩٦٢ ع بكراتشي

<<  <  ج: ص:  >  >>