للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أؤدّي نفقة الطبع فلم يجب بشيء. وكتب إلي صاحب المطبعة أن الشفيع عقبة كؤود في طريقك ويظهر أنه أغوى المستر وولنر. وكتب إليّ صديق آخر عن لسان صاحب المطبعة أن نية المستر فاسدة يظهر أنه يحبس الكتاب إلى أن يتناساه الناس ثم ينشره بعد برهة باسمه. فلم يبق لي بدّ أن أُكلف سيدي الدكتور ضياء الدين أحمد بأن يفاوض المستر وولنر رسميًّا فدار بينهما المكاتبة مرتين انتجت أن المستر قد فاز في إضلاله عن سوءِ السبيل ولكني نجحت في الحصول على كتاب رسمي فيه اعتراف بكون الكتاب من تأليفي فثاب إلي خاطري.

ولكن لما لم يبق للمستر مجال لانت أَخادعُه (١) فأرخى من الخناق إذ رأى أن كل سطر من الحواشي يحول دون مناه (إن كان يتمنى ذلك) ويعلن بتسمية مؤلفه.

فنشره وولنر في (فبراير سنة ١٩٢٨ م) بحذف المقدمة مضافًا إليه إرغام أنف المؤلف "الذي لم يكن ذنبه إلا ذنب صُحْرَ فجزاه كما جزي سنمار" بقلم المستر المذكور بالإنكليزية من غير حاجة إليها حتى أنه لشدة ولعه بها لم يكتب عليه الاسم بالعربية كما يفعله أفاضل المستشرقين فإنهم في غنى عن مثل هذا التبجح والتصلف وأضاف فهرسًا بالإنكليزية لأسماء المؤلفين الواردين بإقليدي بقلم المستر محمد إقبال وهو وإن كان لا يخلو عن فائدة إلا أنه مصحّف ومخرف للغاية. ولا غرو من كثرة الأغلاط فإنهم وفقهم الله لا يتلقنون في أوربا إلا وضع الفهارس على ترتيب الحروف فحسب، وأما التدبر والواعية فهذا شيء ليس مقصورًا على بلد دون بلد. ومن هنا تدرك أن المستر الموصوف كيف لم يقع بصره في الإقليد على غير الترتيب من المزايا التي ربما يفوق بها على أكثر أعمال المستشرقين.

(على قدر أهل العزم تأتي العزائم)

وهذه المغامز التي أشار إليها هاك ما عندي فيها:

(١) شكا مرة بعد أُخرى من إِخلالي بترتيب الحروف في ذكر الشروح فقط وتلك شكاة ظاهر عنك عارها.

إذ ليس كل شيءٍ يذكر على هذا الترتيب فإنه بنفسه متقدم على محمد إقبال زميله بالجامعة وكان حق الترتيب الإنكليزي والعربي أيضًا أن يتقدم إقبال عليه.


(١) الأخادع عروقُ العُنق (م. ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>