للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأعصار، فشمرت عن ساعد الجد والاجتهاد، وشرعت في شرحها على وفق المني والمراد، فهو جدير بأن يسمى (خزانة الأدب الخ) وقد عرضت فيه بضاعتي للامتحان وعنده يكرم الرجل أو يهان". وهكذا يحدّث بنعم الله عليه فنراه يقول تارة (١) بعد سرد أسماءِ تأليف الأسود الأعرابي "وأكثرها عندي ولله الحمد والمنة" وتارة (٢) يهمس بالشكر همسًا حيث يقول: "قال معمر بن المثنى (أبو عبيدة) شارح ديوان بشر وهو عندي بخطه وهو خط كوفي الخ" وأُخرى (٣) "هذه حكايته وقد نقلتها من خطها الكوفي" وأُخرى (٤) وقد تعب من سرد مبحث طويل "وقد أرخينا هنا عنان القلم فجرى في ميدان الطروس فأتى بما يبهج النفوس وقد بقيت أشياء تركناها خشية السآمة واتقاء الملامة" فكأنه لولا خوف ضجر القارئين لم يسأم ولم يرجع وقد قال الأول "سير السواني سفر لا ينقطع".

ويوجد اليوم خطه على ما بقي من كتبه ومنها نسخة لمَجمَع الأمثال للميداني بخزانة بانكي بور في الهند فقد رأيته ثبت عليه "من نعم الله على عبده الفقير إليه عبد القادر بن عمر البغدادي" وعلى كتاب المعمرين (٥) والوصايا لأبي حاتم السجستاني ببعض حواضر المغرب. ويوجد (٦) شرح شواهد شرح الرضي على الشافية له وبخطه بأوربا وخطه متوسط متقن بالشكل ما أشكل.

هذا وجاء في معجم الأدباء (٧) في ختام ترجمة الحصري صاحب زهر الآداب هذه العبارة: "وله عندي كتاب الجواهر في المُلح والنوادر كتبه عبد القادر البغدادي" والظاهر أنها حاشية لصاحبنا يظهر منها أن أصل معجم الأدباء للجزئين الأولين كان قد بقي عند صاحبنا وقد عرفنا وجود الجواهر هذا عنده من خزانته (٨) أيضًا. إلا أن المستعرب الفاضل مستر مرجليوث لم ينتبه له فظن العبارة من كلام ياقوت حتَّى أدرجها في صلب المتن.


(١) ١: ٢١.
(٢) ٢٦٢: ٢.
(٣) ٢٦٤: ٢.
(٤) ٣: ٥٧.
(٥) وطبع كتاب المعمرين بليدن عن هذا الأصل.
(٦) طبعوا صورة فوتغرافية لصفحة منه وألحقوها بآخر مجموعة ديوان أبي محجن وزهير وغيرهما.
(٧) ١: ٣٦٠.
(٨) ١: ١١ و ٢٥١ و ٣: ١٦٨ و ٢٨٤: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>