للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الردع]

وأما ما كان ردعًا فقوله (١) [التكاثر ١ - ٥]: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [...] كَلَّا} ردعهم عن التكاثر ثم أعاد أخرى فقال كلا، أي إنكم افتخرتم وتكاثرتم وظننتم أن هذا ينفع شيئًا، ثم أكد ذلك بقوله كلا ثم كلا إبلاغًا في الموعظة. ومنه قوله [عبس ١١,١٠]: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلَّا}. أي لا تفعل ذلك، ومنه [العلق ٢١] {كَلَّا لَا تُطِعْه}.

[باب صلة الأيمان]

وأما ما كان من صلة اليمين فقوله [المدثر ٣٥]: {كَلَّا وَالْقَمَرِ} فهو صلة اليمين وتأكيد لها، ويقال إن معناها ألا والقمر أي والقمر. كذا كان أبو زكريا الفراء يقوله. هذا ما في القرآن.

فإن سأل سائل عن كلا فقل: هي في كتاب الله على أربعة أوجه يجمعها وجهان: رد وردع وهما متقاربان، وتحقيق وصلة يمين وهما متقاربان (٢). فالرد مثل {لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا}. وهو الذي يوقف (٣) عليه، والردع مثل قوله {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ}، والتحقيق مثل {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}، وصلة اليمين مثل قوله {كَلَّا وَالْقَمَرِ}.

واعلم أنه ليس في النصف الأول من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ كلا. وما كان منه في النصف الآخر فهو الذي أوضحنا معناه حسب ما لاح واتجه. والله ولي التوفيق.

(تم الكتاب والحمد لله وحده)

"وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وسلم"

نسخته بلكنؤ (الهند) بإملاء صديقي الشيخ خليل بن محمَّد بن شيخي المرحوم الراوية حسين بن محسن الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني حفظه الله، أواخر ذي الحجة الحرام سنة ١٣٤٣ هـ، حامدًا لله على أفضاله، ومصليًا على محمَّد وآله.

وأنا العاجز

عبد العزيز الميمني الأتري كرمه الله


(١) الأصل: فقولهم.
(٢) خلط هنا بين المذاهب الثلاثة: مذهب أبي حاتم، والنضر، والكسائي.
(٣) في الأصل "توقف" مصحفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>