للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثل أحْيَرُ من ضَبّ (١) وذلك أنَّه إذا فارق بيته فأبْعَدَ لم يهتدِ أن يرجع إليه. وقد علم الله تعالت (٢) قدرته أني لا أبْتَهجُ بأن أكون في الباطن استحق تثريبًا. وادْعَى في الظاهر أريبًا. ومَثَلِي مَثَلُ البِيعة الدامرة. تُجْمعُ (٣) طوائف من المسيحية أنها تبْرئ من الحُمَّى أو من كذا. وإنما هي جُدُر (٤) قائمة لا تفرق بين مِلْطسِ (٥) الهادم والمبيعة (٦) بيد الهاجريّ وسِيّان عندها صِنُّ الوَبْر (٧) وما يُعْتَصَر من ذكيّ الوَرْد. وليس بِدعا من كُذِبَ (٨) عليه وادُّعِيَ له ما ليس عنده. وقد ناديتُ (٩) بتكذيب القالة (١٠) نداءَ مَنُ خَصَّ وَعَمَّ. واعترفَ بالجهالة عند من نَقَص وأم (١١) واعتذرت بالتقصير إلى من هَزَلَ وَجدّ. وقد حُرِمَ عليَّ الكلامُ في هذه الأشياء لأني طلقتها طلاقًا بائنًا لا أمْلكُ فيه الرَجْعةَ. وذلك لأنى وجدتُّها فواركَ فقابلت فَرَكَها بالصَلَف. وألقيتُ المَرامى (١٢) إلى النازع. وخَلَّيتُ الخُطَبَ لرُقاة المنَابر وكنتُ في عِداد المُهلة (١٣) أجدُ إذا زاولتُ الأدبَ كأنني عارٍ ينضمُّ. أو أقطعُ الكفين يتختَّم. وينبغي له أدام الله تمكينَه إن


(١) المجمع الطبعات الثلاث ١: ٢٠٠، ١٥٣، ٢٠٨ والجمهرة ١: ٢٦٧.
(٢) في نسخة بغالب.
(٣) في نسخة تدعي.
(٤) في نسخة صدر.
(٥) كمنبر المعول الغليظ لكسر الحجارة.
(٦) كذا الأصل. والهاجري البناء.
وقال الجندي ص ٥٢ هـ ١ المسيعة خشبة ملساء يطيّن بها (م. ي).
(٧) صن الوبر بوله. والوبر دويبة كالسنور بوله يخثر للأدوية وهو منتن جدًّا قال جرير:
تطلى وهي سيئة المعرى ... بصن الوبر تحسبه ملابا
والصن والوير أَيضًا يومان من أيام برد العجوز السبعة ولكن لم يردهما هنا. وما يعتصر يريد ماء الورد وهو الجلاب.
(٨) في نسخة "ولست بدعًا ممن كذب الخ". وكان يقول على ما في الغفران أَيضًا ص ١٢٢ أنا شيخ مكذوب عليه ومعناه ظاهر إلَّا أن ابن الوردي زعم في تاريخه أنَّه يشير به إلى ما نحله النَّاس إياه من الشعر المؤذن بانحلال عقيدته.
(٩) في نسخة "بؤت".
(١٠) جمع القائل.
(١١) ظاهر أنَّه يريد معنى زاد وأغفلته المعاجم فلعله من الأمم وهو الوسط من كل شيء أو لعل الصواب رم بمعنى أصلح ونقض بالضاد المعجمة. ثم وجدته في أخرى خطية نقض بالضاد المعجمة.
(١٢) جمع المرماة وهو السهم الصغير يتعلم به الرمي.
(١٣) الظاهر أنَّه يريد زمان العزلة ٤٠٠ - ٤٤٩ هـ فالمهملة السكينة والتؤدة. ويمكن أن يريد بالمهملة العدة =

<<  <  ج: ص:  >  >>