للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٣)

روى بعضهم عن بعض أهل الأدب.

أن المتنبيء التقى في بعض منازل سفره بعبد أسود قبيح المنظر فقال له ما اسمك يا رجل؟ فقال زيتون. فقال المتنبيء يداعبه:

سَمَّوْك زيتونًا وما أنصفوا ... لو أنصفوا سَمَّوْك زُعرورًا (١)

لأن في الزيتون زيتًا يُضيْ ... وأنت لا زيتًا ولا نورًا

(٢٤)

نش ١٥٩ بعد (أآمدهل) المارّ وقيل (ألا لا خلق) المارّ.

وله في بستان المُنْية بمصر وقد وقعت حيطانه من النِيل (وفي أخرى السَيل):

ذي الأرضُ عما أتاها الأمسِ غانيةٌ ... وغيرها كان محتاجًا إلى المطر

شَق النباتَ من البُستان رَيِّقُه ... مُحْيَّ به جارُه الميدانُ بالشجر

(وفي أخرى: مْحَيِّيًا جارَهُ الميدان).

كأنما مُطرت فيه صوالجةٌ ... تُطَرِّح السِدْرَ فيه موضعَ الأكر (٢)

والثلاثة الأبيات توجد في نسخة الخطيب أيضًا ص ١٤١.

(٢٥)

بعض العصريين:

قال في مُعاذ الصيداني يُعاتبه:

أفاعلٌ بي فِعَال المُوكَس (٣) الزاري ... ونحن نُسأل فيما كان من عار

قال لي بحُرمة مَن (٤) ضيعتَ حُرمته ... أكان قَدْرُك ذا أم كان مِقداري

لا عشْتُ إن رضيت نفسي ولا رَكِبتْ ... رِجل سعيتُ بها في مثل دينار (٥)


(١) ر شجر معروف.
(٢) شبه الأغصان المتدلية بالصوالجة في التعكف وتمر النبق بالكرات.
(٣) على زنة المفعول الخاسر في تجارته.
(٤) يريد نفسه -أي كنت تجل عن مثل هذا الصنيع كما كنت أجل عنه.
(٥) ضربه مثلًا للغرض الطفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>