للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم يكن العدل غالبًا على الجَور لم يزل يحدُث ألوان البلاء والآفات.

ليس شيء لتغيير نعمة وتعجيل نقمة أقرب من الإِقامة على الظلم.

الأمل قاطع من كل خير وترك الطمع مانع من كل خوف والصبر صائر إلى كل ظفر والنفس داعية إلى كل شرّ.

باستصلاح المعاش يصلح أمر العباد، وبصدق التوكل يستحق الرزق، وبالاستخلاص يستحق الجزاء، وبسلامة الصدر توضع المحبة في القلب، وبالكف عن المحارم ينال رضي الربّ، وبالحكمة يكشف غطاء العلم، ومع الرضى يطيب العيش، وبالعقول تنال ذروة الأمور، وعند نزول البلاء تظهر فضائل الإِنسان، وعند طول الغيبة يظهر مواساة الإِخوان، وعند الخبرة يستكشف عقول الرجال، وبالأسفار يختبر الأخلاق، ومع الضيق يبدو السخاء، وفي الغضب يعرف صدق الرجال، وبالإِيثار على النفوس تملك الرقاب، وبالأدب الصالح يلهم العلم، وبترك الخطأ يُسلم من العيوب، وبالزهد تقام الحكمة، وبالتوفيق تحرز الأعمال، وعند الغايات تظهر العزائم، وبصاحب الصدق يُتَقوّى على الأمور، وبالملاقاة يكون ازدياد المودّات، ومع الزهد في الدنيا يثبت المواخاة، ومن الوفاء دوام المواصلة، ومن قبول (١) رشد العالم ركوب مطية العلم، ومن استقامة النية اختيار صحبة الأبرار، ومن (٢) مصاحبة الغرور ركوب البحر، ومن عز النفس لزوم القناعة، ومن سلطان اليقين (٣) التجلد على من يطمع في دينك (٤)، ومن الدخول في كامن (٥) الصدق الوقوع (٦) على ما لا تعرفه العوامّ، ومن حب الصحة (٧) الانقطاع عن الشهوات، ومن خوف المعاد (٨) الانصراف عن السيئات، ومن طلب الفضول الوقوع في البلايا، ومن لم تجد للإِساءة إليه مضضًا لم تجد لإِحسان عنده موقعًا.

قطيعة الجاهل تعدل صلة (٩) العاقل.

الحسود لا يسود.


(١) ت ركوب.
(٢) ليست هذه الجملة في ت.
(٣) ت النفس.
(٤) ت دمك.
(٥) ت مكان وهو الصواب.
(٦) ت الوقوف وهو الصواب.
(٧) ت الجنة.
(٨) ت النار.
(٩) ت وصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>