للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لست أردّها عن استصغار لقدرها وسوف أقبل منك ما يفي بهذا المال ويزيد وهو كتاب يوجد في الخزائن تحت الإِيوان بالمدائن. فلما قدم المأمون بغداد واستقرّت به دار ملكه اقتضاه ذوبان حاجتئه. فأمر بأن يكتب الصفة ويذكر الموضع - فكتبه (١) ذوبان وعيّن على الموضع وقال إذا بلغت الحجر ووصلتَ إلى الساحة فاقلعها تجد الحاجة فخذها ولا تعرض لغيرها فيلزمَك غِبُّ ضيرها فوجه المأمون في ذلك رسولًا حصيفًا فوجد هناك صندوقًا صغيرًا من زجاج أسود وعليه قفل منه (٢) وأدخل يده فأخرج خرقة ديباج ونثرها فسقط منها أوراق فعدّها فإذا هي مائة ورقة ثم نفض الصندوق فلم يكن فيه سوى الأوراق فردّ الأوراق إلى الخرقة وحملها ونهض ثم قال أيها الملك هذا الصندوق يصلح لخبيئات (٣) خزائنك فأمر به فرُفع. قال الحسن (٤) بن سهل فقلت يرى أمير المؤمنين أن أسأله (٥) ما في الكتاب؟ فقال يا حسن أفِرّ من اللؤم ثم أرجع إليه (٦). فلما خرج صرت إليه في منزله فسألته (٧) عنه فقال هذا كتاب (جاويذان خِرد) أخرجه (٨) (كَنجور وزير ملك أيرانشهر (٩) من الحكمة القديمة.


(١) ت فكتب صِرْ إلى وسط الإِيوان بلا زيادة ولا نقصان واجعل القسمة بالذرعان ثم احفر المدر وافلع الحجر فإذا وصلت إلى الساحة فاقلعها تجد الحاجة فخذها ولا تتعرض لغيرها الخ.
(٢) ت منه فحمله وردّ الحفر إلى حاله الأول قال فحدثني الفضل بن سهل قال إني لعند المأمون إذ دخل ذلك الصندوق عليه فجعل يتعجب منه فدعا بذوبان فقال أهذه بغيتك. قال نعم أيها الملك قال فخذها وانصرف ولا تفتحه بين أيدينا. قال ذوبان أيها الملك لستَ ممن تنقضه رغبته زمام عهده ولا تحل طعمته (؟ طَمْعته) عقد وفائه. ثم تكلم بلسانه ونفخ في القفل فانفتح وأدخل يده الخ.
(٣) ت لرفيع خبيئات الخ.
(٤) ت الفضل بن الخ.
(٥) ت عن هذا الكتاب وما الذي فيه قال يا فضل أَفرّ الخ.
(٦) ت إليه أمرته أن لا يفتح بين أيدينا قطعًا للطمع فيه ثم أطلبه بالمسأَلة عند تجديد (؟ تجدد) الرغبة فيه والله لا كان هذا أبدًا. قال الفضل بن سهل فلما الخ. أقول قوله افرّ الخ يدل على أنه تقدم بعدم مسأَلة ذوبان مع أن ابن مسكويه قد ترك تلك العبارة عن ت في الحاشية. فهذا صريح في أن تشحيذ الأذهان في أصل كتاب ابن مسكويه.
(٧) ت عن ذلك مسألة غير راغب فيه فقال الخ.
(٨) ت تأليف كنجور.
(٩) بعده في ت وذلك أنه كان بعض الأكاسرة زاهدًا في الكتب والأدب زائغًا منها متكبرًا عن النظر فيها متعظمًا عن الاشتغال بشيءٍ منها وكان له وزير يقال له كنجور بن إسفنديار فصنع ترجمة كتاب ولم يُعْلمه أحدً [ا] وجعلها في رقّ وألقاه إلى الملك وكان الترجمة "هذا كتاب تصفية الأذهان ونفاذ الفكر وشحذ =

<<  <  ج: ص:  >  >>